بيروت | Clouds 28.7 c

عودة الروح الى المبادرة الفرنسية

مجلة الشراع 6 كانون الأول 2020

ما اعلنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن زيارة يعتزم القيام بها الى لبنان ، اعاد الروح الى المبادرة الفرنسية بعد تعثر مرحلتها الاولى مع اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب عن تشكيل حكومة جديدة بعد تعرض مرحلتها الثانية الى مطبات بسبب التأخر في تشكيل حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري لاسباب داخلية وخارجية.

عودة الروح الى المبادرة الفرنسية التي تشكل بالنسبة لكثير من القيادات السياسية الفرصة الاخيرة للبنان، تأتي في ظل المرحلة الجديدة التي تدخلها العلاقات الفرنسية – الاميركية بعد انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة ، خصوصاً مع تصاعد الخلاف الفرنسي الاميركي الذي عبرت عنه زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاخيرة الى باريس والذي ابدى انزعاج ادارة دونالد ترامب من التواصل بين فرنسا وحزب الله الذي تدعو الادارة المذكورة الى عزله في لبنان وخارجه بصفته منظمة ارعابية و تضغط على الرئيس الحريري من اجل عدم اشراكه في الحكومة الجديدة ومن اجل ان لا يكون له اي دور او حضور مباشر او غير مباشر فيها .

ومعروف ان ماكرون كان على تواصل مع ترامب لدى قيامه بزيارتين الى لبنان بعد انفجار الرابع من آب – اغسطس الماضي ، الا ان التدخل الاميركي المستمر في الشؤون الداخلية اللبنانية ادى الى التأثير سلبا على مبادرته ما دفع بكثير من المراقبين الى القول بان ترامب هو أخلّ بوعوده التي كان قطعها للرئيس الفرنسي بتحييد لبنان عن الاجراءات المتخذة ضد ايران وايضا ضد حزب الله الذي  يعتبره ذراعها العسكري الابرز في المنطقة.

ماكرون وكما يقول خبير في العلاقة الاميركية – الفرنسية، يراهن على الاجواء الجديدة التي ستولد مع تسلم بايدن مهامه كرئيس للولايات المتحدة ، بدءاً من تزخيم العلاقة مع واشنطن ثنائياً وفي العالم  وعدم التشويش على الدور الفرنسي في فرنسا  لاسيما في لبنان كما كان يحصل خلال ولاية ترامب التي بدأ العد العكسي لنهايتها في العشرين من الشهر المقبل.

الوسوم