بيروت | Clouds 28.7 c

الزمهلاوية لا  وجود لها اما اهلي وإما زمالك / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 27 تشرين الثاني 2020

 كثيراً ما كتب مراسلون اجانب كانوا يعملون في مصر خلال ستينات القرن الماضي ان المصريين لا يجتمعون إلا اذا خطب جمال عبد الناصر او غنت ان كلثوم او لعب الاهلي والزمالك

ورحل جمال عام 1970

رحلت ام كلثوم عام 1974

ومنذ عشرة دقائق انتهت مباراة الاهلي والزمالك على بطولة اندية افريقيا بفوز الاهلي ٢ -١ ليحقق البطولة التي تشبه بطولة اندية اوروبا. Champions league خمسة مرات حتى الآن

كانت مباراة الكرة بين الاهلي والزمالك حدثاً كروياً في كل العصور وقد بدأ في عهد الاحتلال البريطاني لمصر تحدياً بين فريق المختلط الذي يدعمه الإنجليز ونادي الاهلي الذي يعبر اسمه عن الإنتماء البلد واهله حتى طرد عبد الناصر الاستعمار من مصر فصار نادي المختلط هو نادي الزمالك وظل الاهلي التعبير الشعبي عن حب الكرة عند المصريين ، خصوصاً ان الزمالك كحي راق يمثل البورجوازية المصرية قبل وخلال الثورة بينما يسود الاهلاوية في احيائهم الشعبية ،، لكن هذا لا يلغي ان الزملكاوية بات يستقطب فئات شعبية عديدة لكن المساحة ما زالت شاسعة بين اعداد الاهلاوية بعشرات الملايين والزملكاوية الذين ربما هم بمئات الالوف

كانت المنافسات بين الاهلاوية والزملكاوية تطال كل الفئات العمرية والطبقية نساء ورجال وكم حصلت مشاجرات داخل البيوت بسبب التعصب بين الجمهورين ، وكم حصلت حالات طلاق بين رجل زملكاوي وزوجه الاهلاوية  بسبب استفزاز احدهما للآخر خصوصاً اذا فاز احد الفريقين

وكانت وسائل الاعلام المصرية تؤدي دورها في التحريض للمزيد من التوزيع ، لكن هذا لم يمنع دخول الفن عنصر تهدئة بين الجمهورين واصطلاح تعبير الزمهلاوية للتوفيق بينهما ، وقد قدمت صباح وهي في قمة تألقها الفني في مصر اغنية كانت الإذاعات والتلفزيون المصري يذيعونها قبل وبعض كل مباريات وتقول

انت اهلاوي فيرد الكورس ايوه

انت زملكاوي فيرد الكورس ايوه

لتعود صباح لتردد :

لتنين حلوين، لتنين هايلين

وقد لجأت السينما المصرية على طريق الترويج لأفلامها الى اشراك ابطال من الناديين في بعضها فمثل عصام بهيج امام سميرة احمد ومثل عادل هيكل في اشاعة حب امام هند رستم في فيلم من بطولة عمر الشريف وسعاد حسني

وكانت ذروة الإفادة من نجومية ابطال الكرة هي منح البطولة لأهم لاعبي مصر والاهلي والمنتخب القومي صالح سليم في عدة افلام اهمها الباب المفتوح امام فاتن حمامة والشموع السوداء امام نجاة ولا تطفيء الشمس في دور صغير امام نادية لطفي وفاتن وشكري سرحان واحمد رمزي

 وعندما كانت كرة القدم في مصر متقدمة عن كل مثيلاتها في البلاد العربية وافريقيا كان للفريقين جماهير عربية متعصبة في معظم بلاد العرب ونشأت اندية تحمل اسماء الناديين وتأسست اندية تحمل اسم الاهلي في كثير من بلاد العرب ونشأ في بيروت نادي الزمالك لعب في الدرجة الثانية لفترة

لم يعد في مصر زمهلاوية فالجمهور بينهما اما اهلاوي وإما زملكاوي

وانا اشهرت اهلاويتي منذ ستين سنة ....فقط

ح . ص

 

الشراع في 27/11/2020

الوسوم