بيروت | Clouds 28.7 c

مصر ام الدنيا / بقلم فلك مصطفى الرافعي

مجلة الشراع 10 تشرين الثاني 2020

 

" بين رؤيا النبي يوسف ورؤية وزارة الإقتصاد… " كانت الرؤيا اليوسفية الأولى بين يَدَيْ أرض فلسطين المقدسة وكانت مصر جغرافية تَحَقُقْ الرؤيا، حتى صار يوسف الصديق بعد رحلة

"الرمي في الجُب وسوق الرق "، " وقصر العزيز " و "عشق زلیخا " و"غياهب السجن"، رأى ملك الهكسوس حُلُم البقرات السمان والبقرات العجاف فارسلوا في طلبه بعد وثيقة البراءة و" السجل العدلي " لا حكم عليه " بل الحكم آل إليه ".

 تولى حقائب الإقتصاد والزراعة والتربية الغذائية ، وخزّن قمح مصر في سنابلها المشرقة، ووقت السنين العجاف أَخرجَ المدّخر ونَعِمَتْ مصر والبلاد المجاورة بالرغيف في أعوام الجوع الذي لم يجرؤ أن يدق باب الأمة بل تراجع کسيراً حسيراً لأن العقل السليم كان في الفكر السليم وكان المسؤول في قمة الوعي والإحتياط ، وكانت المسؤولية في أيادٍ أمينة، وكان الشعب ينام قرير العين ليشهد التاريخ أن الرغيف كان هو من يقرع الباب لإستضافة من أمين مؤتمن بدون "صناديق البريد والتحويلات والطوابع المفقودة والغرامات وضريبة القيمة المضافة ".أربعة عشرة سنة ومصر والأمة تأكل من حواصل التخطيط الراقي البعيد النظر، فأصبحت " مصر أم الدنيا " والأم من لبنها عصير السنابل الذهبية يسري مسرى العافية كشهدٍ مستقطع من خوابي العسل "المحجورة لحينها ". ومن العراق، العراق المقسّمة طائفياً وسياسياً، من عراق الدم اليومي، من عاصمة الرشيد يبقى العراقي عربياً بامتياز ، إقتطع من قوت أولاده طحيناً لبيروت " رغيفا لبيروت"، فكانت "الرؤية " أن تقبع المساعدة الغذائية حبيسة في أقبية مدّرجات المدينة الرياضية من قوت الفقير العراقي إلى الرؤية الثاقبة حتى إذا أمطرت تسللت السيول إلى الطحين وأتلفت طابوراً طويلاً من حضرة الرغيف العزيز الجانب.

 رؤيا من مسؤولي وزارة الاقتصاد جعلت منها رؤية صنعت رغيفا من وحول وأترية وبيوت الخِيَمْ الشاردة تَدمعُ حزناً لأن عنوانها غير معروف.

مصر أم الدنيا

 رؤيا ورؤية من معلِّم ووزارة الخبز بلا طواحين سوى ما ذكره" سرفانتس" في روايته الشهيرة

"الطاحونة الحمراء"، هذا إخبار "دسم"، ولكن تهيباً من إستدعاء محكمة المطبوعات نضع هذا الإخبار ضد "مطر تشرين" وغيمة لم تسدد رميها جيداً لو أنها أفرغت حمولتها بالبحر لكان أهون  علّها تساهم بجزء يسير من ملوحة الحياة .

 اللهم ارزقنا الرؤيا الصالحة وأمنُنْ علينا بِمَن يحمل رؤية غير عقيمة.

 

الوسوم