بيروت | Clouds 28.7 c

النائب الياس حنكش لـ ((الشراع)): مجلس النواب من أصعب البرلمانات لأنه يحمل وزر 32 سنة من التدهور / حوار فاطمة فصاعي

النائب الياس حنكش لـ ((الشراع)): مجلس النواب من أصعب البرلمانات لأنه يحمل وزر 32 سنة من التدهور / حوار فاطمة فصاعي

 

*لو كنت أعيش في سويسرا لأكملت حياتي بشكل عادي

*المد والجزر في موضوع الحكومة  يلعب فيه عامل الارتهان للخارج

*أتمنى ان تكون الحكومة على مستوى التحديات القادمة

*الموضوع لا يعنينا ان كنا داخل او خارج الحكومة ما يعنينا هو انقاذ البلد

*ممكن ان نتجه في حزب الكتائب الى المعارضة

*أشعر بالمسؤولية تجاه الناس لدرجة انني لا استطيع النوم أحياناً

*الوحد الشعبية التي حصلت في حرب تموز هي التي شكلت انتصاراً

 

يعتبر النائب في حزب الكتائب الياس حنكش ان موضوع المد والجزر في الحكومة يلعب فيه عامل الارتهان للخارج، متمنياً ان تكون الحكومة على مستوى التحديات القادمة. وعن نية الكتائب في الانضمام للحكومة، يرى حنكش ان الموضوع لا يعنينا ان كنا داخل او خارج الحكومة وما يعنينا هو انقاذ البلد.

ويؤكد حنكش بأن هذا البرلمان هو من أصعب البرلمانات لأنه يحمل وزر 32 سنة من التدهور. هذه المواضيع وسواها تحدث عنها حنكش في هذا الحوار.. فسألناه:

 

#كنت عضواً في المجلس السياسي لحزب الكتائب كيف تدرجت في هذا المنصب وصولاً الى المجلس النيابي؟

-      بدأت العمل في صفوف الكتائب منذ سنوات بحيث تعرفت على الشيخ بيار الجميل عام 1996 وكان هناك ما يسمى بـ ((القاعدة الكتائبية)) وبعدها دخلت الى صفوف الحزب عام 2005 عندما جرت المصالحة حتى الحركة الاصلاحية.

ولكن بدأت في النضال عندما كنت في المدرسة بحيث وزعنا مناشير ونظمنا تظاهرة وصدر قرار بطردي من المدرسة.. وفي الجامعة أيضاً كسرت القرار بعدم اجراء الانتخابات. وكنت ناشطاً.

#كنت مشاغباً اذن؟

-      نعم، ولكني كنت أعمل على القضايا المطلبية وشاركت في كل التظاهرات الطلابية التي كانت ضد الاحتلال السوري، اذ كان هناك حركات في المنطقة عندنا مع الوجود السوري ولكن كنا نعمل أموراً اعتراضية لهذا الواقع.

وفي الحزب بعد اجراء المصالحة أقسمت اليمين وأصبحت حزبياً فتدرجت في الحزب بحيث بدأت كمساعد امين عام ومن ثم نائب امين عام وصولاً الى انتخابي كعضو مكتب سياسي عام 2014 وكنت الأول في عدد الاصوات.

#لماذا ترشحت على الانتخابات؟

-      السبب يتعلق بأمور أساسية وعلاقتي بالناس وقربي منهم اضافة الى التظاهرات المطلبية والمحاضرات التي ألقيها في الاقسام. وعندما ترشحت كان هناك جو أدى الى ترشحي. وفي الحزب هناك آلية معينة للترشح داخله لمعرفة مدى قبولي من قبل الحزبيين. الى جانب معيار آخر من خارج الحزب ومعيار آخر أيضاً يتعلق بالتصويت في المكتب السياسي.

واليوم انا موجود كي أفي بوعودي وأقوم بالأمور التي آمنت بها وحزبي. والأهم من ذلك هو انني أقوم بما اقوم به لأجل أولادنا في البلد كي يكون لهم دور فاعل وحتى لا يعيشوا في الظروف التي نعيشها.

#هل تغيرت حياتك الشخصية بعد وصولك الى البرلمان؟

-      من يعرفني قبل وبعد يدرك بأنني لم اتغير ابداً. ولكن نمط حياتي تغير، فبيتي مفتوح للناس كلها واليوم صار بشكل ((مؤطر)) أكثر وأصبح الوقت قليلاً للحياة الشخصية، فحياتي لم تعد كما كانت. فهناك حواجز أمنية وضوابط، يجب الالتزام بها وأخذها بعين الاعتبار.

#تم توجيهكم بسرعة لأخذ الاحتياطات الامنية.؟

-      طبعاً نحن نعيش في لبنان، فلو كنت في سويسرا لأكملت حياتي بشكل عادي. هناك أمور لا أحب ان أعملها  ولكنني اضطررت ان أقوم بذلك كتركيب الكاميرات او تأمين حماية حول المنـزل بالحد الأدنى.

#يتردد بأن تشكيل الحكومة سيكون بعد عيد الأضحى، هل هذا الكلام صحيح؟

-      برأيي المشكل ما يزال مكانه من حيث تضخيم الاحجام ولم يتغير. هناك أسباب داخلية تتعلق بالمكسب الشخصي فكل شخص يعتبر ان حصده المقاعد الفلانية هو حق. اضافة الى العنصر الخارجي وأخذه بعين الاعتبار وتحديداً اصحاب الطبخة الحكومية. كل هذا المد والجزر يلعب به عامل الارتهان للخارج.

الطائرة ستسقط بنا بدل ان نعمل Soft Landing أي الهبوط بشكل سلس وننقذ الطائرة، نحن نتشاجر على مقاعد الـ Business Class. أتمنى ان يرتقوا الى مستوى التحديات التي نمر بها، فشبابنا بلا اسكان وهم يهاجرون واقتصادنا في خطر وليرتنا أيضاً، اضافة الى مليون ونصف المليون سوري يسيطرون على اشغال اللبنانيين في الوقت الذي يستطعيون فيه العودة الى بلادهم آمنين.

اتمنى ان تكون الحكومة على مستوى التحديات القادمة.

#اذن تشكيل الحكومة اصبح قريباً؟

-      لا يمكنني ان أقول لك ذلك لأنه ليس لدي معلومات ولا حتى ان اتوهم.

#هل سيشارك الحزب في هذه الحكومة؟

-      ابداً، الحزب قرر ان يرتقي على المشهد الذي لا يليق بلبنان او اللبنانيين، فنحن لو كنا 20 نائباً الموضوع لا يعنينا اذا كنا داخل الحكومة ام لا. ما يعنينا هو انقاذ البلد. تمنياتنا ان نذهب الى حكومة انقاذية وان لا يكون فيها تناتش سياسي ولا تمثيل احجام سياسية.

اذا كان هذا هو التوجه سنكون أول المتحمسين له ولكن اذا اتجه الوضع نحو المحاصصة لا اعتقد ان هذا الأمر يجذب حزب الكتائب.

وهذا لا يعني اننا في المعارضة او الموالاة، نحن اليوم نعمل على ملف التحسين وموضوع عودة النازحين السوريين بمبادرة الوسيط الروسي وقد كنا أول الداعمين لها. الأداء الكتائبي سيبقى كما هو لا سيما بدفاعه عن المؤسسات وانتظام الحياة السياسية والدستورية في لبنان. وعن حقوق الناس.

#ولكن في المبدأ هل ستشاركون في الحكومة؟

-      هذا تفصيل، هناك كلام فقط ولكننا لم نتأثر، اذا كنا موجودين ضمن ثوابت معينة تقنعنا يمكننا ذلك.

#هل يمكن ان تشكلوا معارضة في حزب الكتائب؟

-      ممكن، لـَم لا. واذا كنا معارضة سنكون كما تعرفوننا لن نكون متساهلين، اذا كنا معارضة سنكون معارضة حتى الآخر واذا كنا داعمين سنكون داعمين للآخر.

# ما هي أبرز الملفات التي تعمل عليها؟

-      ملف الشباب اللبناني وملف فرص عمل لهم. هذان الموضوعان يهمانني جداً وخلقنا فكرة كي نتمكن من ايصال صوت الشباب الى المجلس وخلق فرص عمل والأطر المناسبة كي يهتموا بها، لذلك دخلت في لجنتي الشباب والرياضة والاقتصاد والتجارة والتخطيط.

#الى أي مدى تشعر بالمسؤولية تجاه الناس؟

-      كثيراً لدرجة انني لا استطيع النوم احياناً. الفرق بيني قبل وبعد، انه قبل كنت أحاول ان أساعد بقدر ما استطيع، أما بعد فالمرء يصبح ملزماً بمساعدة الناس.

واعتقد ان هذا البرلمان من أصعب البرلمانات لأنه سيحمل وزر 32 سنة من التدهور. فالأزمة الاقتصادية اليوم لا يمكن ان تحل من قبل البرلمان او لجنة الاقتصاد.

حتى نتمكن من استئصال الفساد نحن بحاجة الى وقت، والمهم ان نبدأ ونضع الأمور على السكة.

#كيف تصف علاقتكم بالأحزاب وتحديداً الاحزاب المسيحية؟

-      علاقة طبيعية، وخصوصاً في البرلمان اللبناني ولا يوجد أحكام مسبقة على أحد وهي تقع في السياق الطبيعي مع الكل.

#هل انت مطمئن على الوضع الأمني؟

-      الوضع مستقر وأعتبر نفسي غير ((عتلان هم)).. مع انني لست خبيراً. وهنا أود ان أوجه تحية الى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والاستخبارات وغيرهم، كلهم جديون في عملهم وضبطوا الشارع.

#اليوم ذكرى انتصار حرب تموز هل تعتبر ان لبنان انتصر في هذا اليوم أم لا؟  الحرب دامت 33 يوماً وأدت الى تدمير البنية التحتية.

-      المميز في هذه الحرب هو الوحدة الشعبية التي حصلت واعتبرها انتصاراً، علماً ان لبنان أقحم في حرب لا يريدها او كان قرار الحرب بيد حزب خارج عن الدولة وهذا ما اعتبره النكسة الكبرى وما زلنا مرتهنين لذلك، فطالما ان هناك حزباً مسيطراً في قواه وسلاحه وانتشاره وانخراطه في حروب الخارج فإن لبنان لن يقف على رجليه.

نحن في منطقة المتن استقبلنا اناساً اتوا من الضاحية وكان هناك ألفة في الموضوع. ولكن هذا الانتصار كلف دماراً وعدداً كبير من الشهداء.

 

حوار: فاطمة فصاعي  

 

 

 

 

الوسوم