بيروت | Clouds 28.7 c

عزت ابراهيم الدوري يترجل

مجلة الشراع 26 تشرين الأول 2020

لم يكن ليخفت صوت عزت الدوري الا بالمرض الشديد ، ولم يكن ليتوقف عن المقاومة الا بالموت ، فما من  رجل في العراق ?? العربي الواحد ليذكرك بتلك المساحة العريضة من العروبة الملتزمة التي جسدها عملياً في بلاد الرافدين قناعة صدام حسين بدور العراق العربي اكثر من عزت ابراهيم الدوري الرجل الذي تولى كل مهمات رفيقه ابو عدي منذ سبعة عشر عاماً..

هل هو آخر رجال الإنتماء العروبي للعراق؟

هل ستتوقف المقاومة ضد الإحتلال بعد رحيله؟

 ذلك ما سيجيب عليه رفاقه في الحزب...

 لكن تجربة حكم حزب البعث في العراق لها مالها وعليها الكثير أيضاً ، ونحن من الداعين الى مراجعة تجربة حكم استمرت في هذا البلد منذ العام 1968 حتى العام 2003  اي 35 عاماً ، كما ندعو الى مراجعة تجربة جمال عبد الناصر التي استمرت 18 عاماً وكما من الاستحالة العملية والتاريخية والاخلاقية ان نعتبر سنوات حكم البعث مثالية لا غبار عليها لننفضه فنحن كذلك نعترف بأعلى الصوت بخطايا عصر جمال عبد الناصر الذي احتفظ بعبد الحكيم عامر وانور السادات.. الاول هزم مصر في حياة عبد الناصر والثاني الذي اختاره ناصر لخلافته هزم الامة كلها حتى تاريخه وكل ما نراه من هزائم في الاستراتيجية من صنع يديه..

لم يتح لعزت الدوري ان يبدأ المراجعة والنقد الذاتي وهو مقاوم ملاحق بالعدوان الاميركي على بلده وبالامراض الشديدة على جسده لكن رفاقه او اي شخص سيأتي بعده عليه ان يستعيد للمقاومة مبرر استمرارها ليعرف العراقيون ( والعرب) ما هي القاعدة التي

سيتابعون السير فيها ، وهل يمكن ان تستعاد تجربة البعث في العراق او في اي بلد عربي آخر بعد ان سقط البلدان العربيان اللذان حكمهما هذا الحزب تحت احتلالات لم يكن احداً يتخيل كوابيسها ..

هل يعترف البعثيون( كما الناصريون ) بأن الديمقراطية السياسية والاجتماعية هما جناحا النهوض الوطني والقومي ومن دونهما او من دون واحد منهما لا امل بأي تقدم او عودة سورية والعراق الى حضن العروبة؟!

ونحن لا نرمي اي عبء على خلفاء عزت الدوري ولا رميناه على الدوري نفسه..

نحن نعتقد ان العراق بدأ خسارته عندما اختصره صدام حسين بشخصه وقيادته ، وعندما ذهب الى احياء مفاهيم دينية ليجابه بها ايران خلال حربه معها وكان عزت الدوري نفسه مسؤول مكتب الجماعات الدينية وتبنى الجماعات الصوفية في محاولة لتوسيع قاعدة حكمه

 ونحن نعتقد ان اي محاباة للجماعات التي تعتمد الدين تحت اي مسمى اجتماعي او ثقافي هو اخضاع للمجتمع المدني الذي يرنو الى التقدم بالاستنارة وبالعلم الى مفاهيم معادية بطبيعتها لكل علم وكل تقدم وكل تنوير ، هكذا بدأ انور السادات انقلابه على خط جمال عبد الناصر وبعد ان اطلق شياطين الاسلاميين اطلقوا النار عليه بعد ان ادى دوره في تخريب مفاهيم العلم والتنوير في المجتمع المصري ليحاول جاهل قتل نجيب محفوظ على رواية كتبها ويقتلوا فرج فودة على كتاب الله ويحاولوا الحجر على احمد عبدو ماهر على اراء قالها

البعث بعد غياب عزت الدوري وبعد غياب قائده صدام حسين منذ 17 عاماً يحتاج الى مراجعة شاملة ليس فقط لتجربة حكمه واين اوصلت العراق ( وسورية)، بل لكل المفاهيم النظرية والمبدئية التي رآها البعثيون من المقدسات ليخلصوا الى الافادة من تطورات العصر واعادة ترتيب الاولويات واولها تحرير العراق ?? من المذهبية لإعادة العراق وطناً قبل اي اولوية اخرى ...

الوسوم