بيروت | Clouds 28.7 c

المفكر الاسلامي محمد شحرور يتحدث عن :تأثير المسيحية على الفقه الاسلامي


مجلة الشـراع 25 تشرين الاول 2020
في متابعة للحوار الذي جرى مع المفكر الاسلامي محمد شحرور ننشر الجزء الثالث دون ان نزعم تبني اقواله التي نترك للقراء نقاشها وإعمال العقل في تقبلها او رفضها او الحذف او الإضافة او التعديل .. وللدكتور الراحل حق الإجتهاد في ما نقله او اجتهد فيه فقهاء بشر ملتزماً فهما للنص الديني كما في القرآن الكريم مختلفاً عن فهمهم وهو يقول انه يفهم القرآن بعيون القرن ال21 بينما فهم فقهاء القرآن بعيون القرن السابع 
 فلنتابع آراء المفكر محمد شحرور رحمه الله
يقول د شحرور: 
لا تتخيلوا تأثير المسيحية علينا ، ويشرح قائلاً : في عهد الامبراطورية العباسية لم يكن لدينا تاريخ الا ما بدا مع عهد الرسول العربي . كل الشعوب التي قبل ذلك كان لديها تاريخ من الآراميين والكنعانيين حتى الفرس كلهم كان لديهم ثقافات وهم اصحاب تواريخ وعندما هزمناهم واخرجناهم من ديارنا وفرضنا عليهم سيطرتنا كانوا يتباهون بما عندهم وكانوا يسألون المسلمين اتباع محمد : ماذا فعل نبيكم ؟ 
تعالوا الى الإنجيل ، انه السيرة الذاتية للمسيح ، في النص المسيحي يقولون قال الرب وقال المسيح فنظر العرب الى هذا واعتبروه تحدياً لهم وقالوا : 
 محمد سيد الانبياء والرسل الا يحق ان يكون كلامه مقدساً ووحياً ؟ من هنا نشأ الوحي الثاني ، القرآن وحي اول والحديث وحي ثاني وهنا كانت الطامة الكبرى وبدأ تزوير مرعب للدين وكل علماء الحديث ظهروا مع بداية القرن التاسع واولهم الامام الشافعي الذي ما زال المسلمون يمارسونه حتى اليوم 
 يقول د شحرور:
كما ان المسيح هو مركز المسيحية والحواريين معه وبعده هكذا اصبح النبي محمد هو مركز الاسلام وليس المصحف ، اضف اليه مئات الصحابة بينما كان عند المسيح 12 من الحواريين 
 لقد اعتبر المسلمون وفق ما نقله الفقهاء كلهم جيدون ، وبالتالي فاكثر المسلمين يعتبرون حتى اليوم ان كل ما نقل عن الصحابة هو شبه مقدس وكثير منهم يردد اقوالاً لهم على مدار احاديثهم كما يرددون احاديث منسوبة للرسول اكثر بكثير مما يرددون من القرآن وهذه اشارة واضحة الى انهم يعتمدون اقوالاً منسوبة الى الرسول والى الصحابة قد تكون مخالفة لما ورد في القرآن الكريم ، لذا فهم يكثرون من الأحاديث واقوال الصحابة على حساب القرآن من دون ان ننسى ان سنوات دراساتهم في المعاهد الدينية يتم التركيز فيها على الاحاديث ونقل الفقهاء اكثر بكثير من دراسة القرآن وفهمه بعيون العصر  لأنهم يدرسونه بعيون فقهاء اكثر من الف سنة مرت 
ويقول شحرور هذا هو بين البصم بالنقل وبين إعمال العقل كما يدعونا الله في كتابه الكريم: افلا يعقلون ، افلا يتفكرون ، افلا يتدبرون .... 
نمط الحياة في القرن 7 اصبح ديناً
—————————————
يشرح د شحرور هذا الامر فيقول:

اصبح نمط الحياة في القرن السابع هو الدين ... ماذا لبست النساء في ذلك العصر اصبح هو الدين في عصرنا ، وإذا قلنا لهم انه لبس تلك البيئة في الصحراء منذ 1400 سنة وان المؤمنات والكافرات واهل الكتاب كن يلبسن هكذا رفضوا الفهم والإستماع 
نمط الطعام في ذلك العصر كما ترك اللحى اصبح هو الدين ، كان الدف هو المتوفر في ذلك الزمان كموسيقى ، فأصبح الدف حلال وكل ما عداه محرم! 
نمط الحياة تحول الى دين وتجمدت الحياة، واصبح كل شيء يقاس على هذا النمط ، ليصبح هذا هو مركز الاسلام ، وانتقل مركز الإسلام من المصحف الى هذه المظاهر ، وبالتالي كل الفقه الاسلامي لا علاقة له بالمصحف ، والمصحف ليس هكذا 
لا في الإرث ولا في الوصية ولا في الزواج ولا في الطلاق ، كل الاحكام في الفقه لا علاقة لها بالمصحف
المسلمون يعتمدون الوحي الثاني الذي جاء به الفقهاء ومنهم خرجت مقولة بني الاسلام على خمس ، وهذه الخدعة تركت المسلمين يعيشون خارج المجتمعات الانسانية كلها، وحتى تعريف الاسلام لم يؤخذ من المصحف... وهم اعتبروا ان السعائر التي تميز اتباع الديانة المحمديةعن غيرهم هي من اركان الاسلام، وبالتالي ان الدين عند الله الاسلام هي لهم والباقي كفار الى النار!! 
يقول المفكر محمد شحرور : الاسلام ليس هكذا، الاسلام هو الإيمان بالله الواحد والعمل الصالح. 
  قل انما يوحى الي إنما إلهكم اله واحد فهل انتم مسلمون
وعندما يذكر الله وحده في القرآن يقول مسلمون 
وإذ قال موسى لقومه يا قومان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلتم فأنتم مسلمون
 وفرعون اذ ادركه الغرق قال اشهد الا اله الا الله الذي آمن به بني اسرائيل وانا من المسلمين
يقول الله في كتابه الحكيم:
 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة 
اين المسلمين ؟ لماذا لم يوردهم القرآن الكريم؟ لأنهم موجودون في كل هؤلاء 
  لماذا لم يقل كافرين ومنافقين؟ لأنهم موجودون في كل هؤلاء
لهذا قال ان الدين عند الله الاسلام

نتابع مع المفكر الاسلامي في حلقة جديدة إن شاء الله

الوسوم