بيروت | Clouds 28.7 c

صباح الخير يا ماجد / بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

مجلة الشراع 10 تشرين الأول 2020

في الذكرى التاسعة والثلاثين لاغتيال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، ومسؤول الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية واليساري الأجمل "ماجد أبو شرار"، الذي لم يكن محاطاً بالبريق كالآخرين أو غموض التقليديين ،والذي يعتبر نموذجاً نضالياً منفرد النظير، رسم ملامح  شخصيته في أيقونة الثائر المثقف لتنطلق في رحاب عالم الفكرة والانسان.

الشهيد المناضل " ماجد" يعتبر الفاتح للأبواب المغلقة على القضية الفلسطينية ، لتكون بمثابة رسول النضال والسلام لشعب محتل يتطلع لمناصرة عدالة قضيته وإلى الغد في كنف دولته ، وكان منظراً سياسيا  فتحاوياً بنكهة يسارية، فلهذا يعتبر من أصحاب مدرسة النهج التقدمي الثوري داخل الحركة الفلسطينية والفتحاوية على وجه الخصوص.

كان أبو "الكوادر الثورية" من أصحاب مدرسة صنع الإرادة الفتحاوية برؤية فلسطينية مستقلة ترفض الأجندات المتنفذة والتدخلات الخارجية بالقرار الفلسطيني المستقل، فقد ساهم في دعم وتأسيس مدرسة الكوادر الثورية  لقوات العاصفة عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، وساهم كذلك في تطوير مدرسة الكوادر الثورية سياسياً  أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي.

كان الشهيد المثقف كفاءة إعلامية نادرة، وكان قاص وأديب ، حيث صدرت له مجموعة قصصية بعنوان "الخبز المر" نشرها تباعا في مطلع الستينيات من القرن الماضي في مجلة "الأفق" المقدسية، ولكن لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل  غزارة الكتابة  القلمية ، فقد كانت كتاباته  تمتاز بالسخرية السياسية في زاويته "جد " في صحيفة "فتح "، حيث اشتهر بمقالاته التي منها ، صحفي أمين جدا ، وواحد غزاوي جداً ، وشخصية وقحة جداً، وواحد منحرف جداً.

يعد المناضل الثوري "ماجد" منحازاً ونصيراً مثالياً لجموع الفقراء وعدالة قضيتهم ، فهو صديق العمال والمعدومين والمهمشين والبسطاء والكادحين ، ونصير المرأة وقطاع الطلبة، فكان عندما يجلس بينهم ومعهم ويناقشهم لا يشعرهم بالمطلق أنه يعرف أكثر منهم.

لم يستطع  العدو رؤية هذا القائد الوطني  الفاتح للأبواب السياسية المهمة على القضية الفلسطينية  في دول المعسكر الشرقي وفي أوساط الأحزاب اليسارية الأوروبية، للتعريف بالقضية وعدالتها الإنسانية ، ففي أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في "روما" زرع  العدو الصهيوني عبوة ناسفة تحت سريره بالفندق ، لتنفجر في التاسع من أكتوبر عام 1981، ليرتجل الفارس القائد المثقف شهيداً نحو سماء المجد والعلياء.

الراحل الكبير محمود درويش كان صديقاً حميماً للشهيد ، حيث خصه بمرثية شعرية مطلعها ... صباحُ الخير يا ماجدْ، قُمِ اقرأ سُورَةَ العائدْ.

إلى روح الشهيد المثقف واليساري الأجمل ماجد أبو شرار وردة وسلام.

الوسوم