بيروت | Clouds 28.7 c

لماذا لا يطبّق حيدر مضمون "كتيبه" في لبنان؟ بقلم عدنان حرب

مجلة الشراع 7 تشرين الأول 2020

ظهر رئيس الاتحاد "السياسي" لكرة القدم هاشم حيدر في مقابلة تلفزيونية قيل انها "مركبة ومحضّرة" سلفاً ليمدح بما سمّاه "كتيب" أصدره هو مع اعضاء لجنة الاتحادات الاسيوية (التي يقال انه رئيسها أو احد اعضائها) ويفتخر بان أصداره لهذا الكتيب سبق به الاتحاد الدولي لكرة القدم! أي انه قد يستحق من خلال هذا السبق دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية؟

لم يشرح حيدر كل مضمون هذا "الكتيب" لكنه تباهى بانه وضع آلية عمل تشمل حل النزاعات في الاتحادات المحلية، كما دعا الى استقلالية الاتحادات الوطنية في كل دولة وعدم تدخل أي طرف ثالث في عمل الاتحاد وتحديداً تدخل الحكومات!!

كلام جميل وعمل جبّار ان يسبق رئيس الاتحاد السياسي في لبنان نظيره الدولي في الوصول الى حلول لمشاكل الاتحادات المحلية خصوصاً تلك المتعلقة بالتدخل السياسي والحكومي في عمل الاتحادات المحلية الرياضية ومنها على وجه الخصوص كرة القدم.  هذا الطرح أو مضمون "الكتيب" يفترض ان يكون مثالاً ونموذجاً يعمل به صانعه أولاً ومن ثم يقوم بتطبيق تجربته "الناجحة جداً" على الخارج، أي ان تبدأ عملية الاستقلالية في عمل الاتحاد اللبناني ومن ثم تنتقل الى باقي الاتحادات التي تعاني كما لبنان من التدخلات السياسية في عملها.

امام هذا الواقع ومن فحوى ومضمون كتيب حيدر "الناجح جداً" فمن الاجدى ان يكون الاتحاد السياسي في لبنان بعيد تماماً عن اي تدخل سياسي في عمله وهذا يجرنا الى عدة تساؤلات منها:

1-نسأل الاستاذ هاشم حيدر: "كيف وصلت الى رئاسة الاتحاد اللبناني في ايلول 2001؟ ألم يكون وصولك يومها قد حصل بفضل التدخل السياسي من خلال "اسطول سياسي" اوصلك الى الرئاسة مع رفاقك حين فرضتك المرجعيات السياسية رئيساً بالضغط على الاندية ولم يكن فوزك يومها قد جاء بفضل أصوات رياضية بل سياسية؟ هل يستطيع حيدر إنكار ذلك؟

2- هل ينكر حيدر ان التفاهمات والضغوطات السياسية هي التي اعادت انتخابه في الاعوام 2005 و2009 و2013 و2017 ومن يدري فقد يستمر رئيساً لعشرات السنين المقبلة ايضاً (اطال الله بعمر المرجعيات السياسية لكي يبقى حيدر رئيساً).

3- هل لدى حيدر الجرأة والاعتراف لكل من سيهديه "الكتيب" ان هذه التجربة صالحة لكل اتحادات العالم باستثناء الاتحاد اللبناني (موطن هذا الكتيب) لانه جاء من الرحم السياسي وليس الرياضي؟

4- هل لدى حيدر الجرأة للطلب من المرجعيات السياسية عدم التدخل (قولاً وفعلاً وليس قولاً فقط) في الانتخابات المقبلة للجنة التنفيذية الجديدة التي ستجري بعد حوالي 10 أشهر؟ وهل يعلم بانه إذا رفعت المرجعيات السياسية يدها عن تلك الانتخابات فان حيدر قد لا ينال اكثر من صوت أو صوتين كما تشير الترجيحات؟

أخيراً، لا بد من التنويه بالكتيب الذي يتحدث عن استقلالية الاتحادات وعدم تدخل اي طرف ثالث في عملهم (حتى لو كان حكومياً) شرط ان نبدأ بتطبيق كلام "الكتيب" من قلب مكان إصداره ومن الشخصية التي تفتخر انها الّفته فهل من يقرن "الكتابة" بالافعال؟

عدنان حرب

الوسوم