بيروت | Clouds 28.7 c

المستشفيات الميدانية في لبنان.. المغربي في المقدمة

مجلة الشراع 10 أيلول 2020

تحقيق: نداء عودة

على إثر الانفجار الكارثي الذي ضرب العاصمة اللبنانية مساء الرابع من أب المنصرم، شَهِدَ  مطار بيروت حركة طائرات محمّلة بمستشفيات ميدانيّة ومساعداتٍ للشعب اللبناني مصدرها عدد من الدول العربية التي هَدفت من مكرمتها إسناد لبنان المنكوب وإسعاف جرحاه، ذلك في وقت استهدف الدمار عدد من كُبرى المستشفيات، ما جعل أقسامها الأساس غير مؤهلة لإستقبال الجرحى، هذا فضلاً عن أن القطاع الطبي كان بدأ يطلق صفّارة إنذار النّقص في المواد الطبيّة الأوليّة بعد انهيار القطاع المصرفي.

تلقّفَ الشعب الفقير خبر الطبابة والدواء المجّانيّين، لكنّ دعاية الإعلان عن افتتاح هذه المستشفيات الميدانية، سبقتها، بمعنى أنّ عدداً من هذه المستشفيات أقفل وعاد أدراجهُ إلى بلاده لأسباب غير معلومة كالمستشفيَين الروسي والاردني، كما أن عدداً من هذه المستشفيات الميدانية لم يتمّ تجهيزه حتى كتابة هذه السطور، هذا ينطبق على المستشفى القطري الذي شُيّد هيكله في موقف مستشفى الروم الذي تضرّر بالكامل، وحيث لم يبدأ باستقبال المرضى، قصدنا المستشفى الميداني القطري الثاني الذي شُيّدَ مقابل مستشفى الجعيتاوي، واتضح لنا انه مجهّز بالأسرّة من الداخل لكن وحتى كتابة هذه السطور أيضاً، خلا هذا المستشفى من الطواقم والخدمات الطبيّة فيما عدا عدد قليل من الممرضات اللواتي قمن بتطهير واعادة تضميد جروح بعض الجرحى في تواقيت معيّنة، سبّب ذلك بالتالي إرباكاً لجرحى الانفجار الذين كانوا يجولون في الأسبوعين الأولين بحثاً عن المكان الصحيح إن لتضميد الجراح، أو لإجراء عمليات جراحية صغيرة أو كبيرة.

أردنا إستكمال الجولة إلى الكرنتينا حيث يقوم المستشفى الميداني المغربي. وهو مستشفى عسكري يقدّم كلّ الخدمات الطبية والجراحية  بما في ذلك التجميل للحالات التي أصيبت بتشوّهات جرّاء الإنفجار، يهتمّ هذا المستشفى إهتماماً عالياً بالأطفال وقد لوحظ وجود عدد من الآطفال المُصابين بإنفجار بيروت، يهتمّ المستشفى كذلك بالامراض النفسية والعصبية المتعلّقة بصدمة الانفجار وسوى ذلك من أزمات، يهتمّ بجراحة العظام والأمراض الداخلية والعيون والطبّ النسائي ويحتوي صيدلية تقدم الدواء مجاناً. ويشهد المستشفى المغربي ازدحاماً بما أنه يقع على مقربة من ضواحي بيروت الشمالية الأكثر فقراً، وفيه يتساوى الفقراء لبنانيون أم لاجئون عرباً إلى لبنان. من هنا يجدر بالمرضى انتظار أدوارهم ربما لساعات، ورغم محاولة القيّمين على المستشفى الحفاظ على التباعد درءً لفيروس كورونا إلاّ أن الاكتظاط تحت الخيام للابتعاد عن حرارة الشمس لم يكن مسيطراً عليه في المرحلة الأولى، لكنّ المستشفى الذي تمّ تركيبه على وجه السرعة، عاد وإستقدم طاقماً للمساعدة اللوجستية وتنظيم التباعد في خيمة انتظار المرضى.

لا يتضمّن هذا المستشفى قسماً لمرضى كورونا، بما أنّه عبارة عن خيام في ساحة مفتوحة، بينما كورونا بحسب أحد أطباء المستشفى تحتاج إلى مكان مؤهل للعزل بين المرضى.وبما أن أولوية حضور مستشفىً ميداني من المعمورة العربية كانت كارثة انفجار بيروت، مع ذلك قدّمت المغرب ضمن مساعداتها للمستشفيات اللبنانية أجهزة طبية تتعلّق بوباء كورونا. وفيما خصّ العزل بين المرضى فهو أمر يمكن أن ينطبق على المستشفى الميداني القطري الذي لم يبدأ نشاطه فعلياً، ذلك وقد مرَّ شهر كامل على كارثة انفجار بيروت التي عُرفَ مصير جرحاها، فهل يتحول هذا الفائض من المستشفيات الميدانية ومن بينها الإيطالي الذي أعلن عن انشائه إلى معالجة مرضى كورونا، أمّ يستمرّ في سَداد العجز الطبي الذي أصاب أبرز مستشفيات العاصمة. وبما أنّ النتائج الطبية الانفجار قد انتهت  حبذا  لو تستكمل هذه المستشفيات  جهودها المساهِمة في إسناد لبنان وإنهاضه، بإستقدام أقسام أشعة ورنين مغناطيسي وتخصبص أقسام للأمراض المزمنة فضلاً عن أقسام عزل لمعالجة مرضى كورونا.

 

الوسوم