مجلة الشراع 11 آب 2020

الصديق والاديب والزميل الحبيب معروف سويد، ما غابت طرائفه وثقافته وادبه وظرفه فهذا كله محفور ليس فقط في نفوس من عرفه، وقرأ له، بل الاهم انها في روح الشراع الذي سحب معروف الكثير من قرائها الى البدء بتناولها من آخر صفحة, بعودة معروف الى موقع الشراع سيتمكن القراء من تصفحها من بدايتها...حسن صبرا

في القاهرة اقمت وليمة في شقتي لبعض اللبنانيين، وقبلها حصل معي ما حصل مع وزير لبناني سابق لمصر عند احد الجزارين حيث طلبت لحم بتلو ، وكيلو كبده، واثنين كيلو كلاوي .. كلو تمام ، الى ان طلبت شوية بيض غنم يا عّم درويش وهو اسم الجزار

يصمت العم درويش ، يسرح ثم يتأكد مما سمعه : بتقول بيض غنم ؟ اجيبه نعم ، فيسألني بعجب: هو الغنم بيبيض يا بيه؟ ويصرخ: يا عوضين، هو الغنم بيبيض ؟ فيقول عوضين؛ لا حول ولا قوة الا بالله ، ثم لمعت في عينيه فكرةً فقال: يا عّم درويش الاستاذ ده لبناني، ما تستغربش .. دول عفاريت .. دول عندهم كل حاجة، دول لو راح لهم جدي عبد العظيم حيخلوه يبيض، عفاريت يا عّم درويش!

فقال لي الجزار وهو يدور برأسه :

- عجب، يمكن الغنم في بلدكم بيبيض، لكن هنا لا، لا ولا مرة باض الغنم عندنا  

 هذه المرة هززت انا رأسي، ورحت اعاين طلباتي ، فلمحت في الثلاجة الكبيرة عند العم درويش بيض غنم ، فأشرت نحوه وقلت :

- شفت .. اهو بيض غنم اهو

ولما رأى العم درويش ذلك ضحك وقال :

- يا اخي ما تقول "مخاصي" احنا في مصر بنسميه مخاصي ، مش بيض غنم 

ولم نكن بحاجة الى ان يشرح لنا العم درويش معنى كلمة المخاصي بعدما امتلأ بلدنا بالمخاصي البشرية التي لم تنجب حتى الآن ولداً ذكراً ابن ابيه اسمه الحل ، ولو جاء به " محلول"

نشر في الشراع العام 1989