بيروت | Clouds 28.7 c

سليم الحص سيظل ضميراً / كتب حسن صبرا

سليم الحص سيظل ضميراً / كتب حسن صبرا

شرح صدرنا مقال الصديق العزيز والصحافي المميز فؤاد مطر عن الرئيس سليم الحص، واستدرجنا بكلماته عنه كي نكتب عن الرجل الذي وصفناه في مقال سابق لنا بأنه ضمير لبنان.. ثم اشتبكنا معه في سجالات كتابية كنا فيها معترضين على بعض سياساته، وهكذا كتبنا مع الحص وكتبنا ضده وفي كل الحالات كان الحص هو الرمز الذي يبرق اسمه وسمعته كلما ورد ذكر للنـزاهة والشفافية.

لِـم الخلاف اذن؟

هذه القيمة السياسية التي جلست على قمة الشفافية في بلد يندر فيه عبر عقود وجود مسؤولين شفافين نزيهين.

هذه القيمة الاخلاقية التي يمكن اعتماد سلوكياتها مقياساً لمحاسبة الآخرين.

هذه القيمة الانسانية التي يندر وجودها بين من يعمل في الحقل العام والسياسة خصوصاً.

هذه القيمة الوطنية والعروبية الملتزمة قضايا الوطن والعروبة صدقاً وعفوية وانتماءً حقيقياً هي من بديهية الأمور لكنها عند كثير من سياسيي هذه الزمان تكاد تكون فولكلورية ليطل بها البعض ليزين نفسه عن غير قناعة منه..

رغم هذا.

اختلفنا مع الرئيس سليم الحص، في عدة مواقف أساسية ومنها:

1-           انه أحاط نفسه وهو يمثل هذه القيم العظيمة بأشخاص لا يعرفون أياً من القيم التي يمثلها بل ان بعضهم نقيضها تماماً.. ولم يعد ممكناً للاقتراب بوجود أمثال هؤلاء الاشخاص.

2-           ان الرئيس الحص لم يجد في سلوك النظام السوري المحتل للبنان طيلة 30 سنة ما يستدعي انتفاضة سياسية او شخصية او وطنية   ضده وهو الذي أوصل البلاد الى ما نحن فيه.. فضلاً عن وأد هذا النظام للعروبة فكرة وسياسة وانتماءً وسلوكاً.

3-           ان الرئيس الحص قيّد نفسه وحمل أثقالاً فوق كتفيه من أشخاص، يبحث بعضهم عن مكانة او دور يؤديه.

4-           ان الرئيس الحص لم يؤيد بكلمة او بحرف ثورة الشعب السوري التي انطلقت في 18 – 3- 2011، والتي تم وأدها بتكالب قوى الشر في العالم وعلى رأسها اسرائيل وأميركا اوباما وترامب ودائماً روسيا بوتين.

5-           سيكتب كثيرون .. كما سمعنا من البعض ان المتحكم بمواقف سليم الحص الداخلية منذ جاء رفيق الحريري الى رئاسة الحكومة عام 1992 هو الخصومة السياسية – الشخصية بينه وبين الحريري، فالأخير حاول الغاءه (والتفصيلات في هذا المجال معروفة) والحص وقف الى جانب اميل لحود في سعيه للتخلص سياسياً من الحريري.

نعم.. سعى الحريري الأب لإلغاء كل من سبقه من قادة سنة في لبنان.. لكنه كان يعمل.. وكان الحريري يقول لنا في عتابنا والاعتراض على بعض سياساته: انت تريدني ان أكون كما سليم الحص، لا تريدني ان أعمل حتى لا اخطىء.. أما انا فإنني سأعمل حتى لو اخطأت.

وفي الختام.

فإن سلوك سليم الحص الشخصي هو درس يجب ان يعطى لكل سياسي في لبنان، خصوصاً في عصر بات فيه الفساد جزءاً من الهواء الذي يتنشقه هؤلاء، وما أحوجنا الى هذا السلوك ففيه ومنه تبدأ كل القيم التي تقوم عليها الأوطان وتتحرر فيه الشعوب وتستقيم فيها الأخلاق.

 

ح.ص

 

 

 

 

 

الوسوم