بيروت | Clouds 28.7 c

السويداء في عين العاصفة والوضع لا يتحمل البلادة / بقلم: المهندس محمود الأحمدية

السويداء في عين العاصفة والوضع لا يتحمل البلادة  / بقلم: المهندس محمود الأحمدية

                               

في قصة تاريخية سأعيدها للمرة المائة حفاظاً على قِيَم وحقائق مجد تليد صنعته قلوب الرجال التي لا تهاب الموت وصنعه البطل الأسطوري سلطان باشا الأطرش والمقاتل فوق العادة نواف غزالة وأساطير لا تصدق أن إنساناً حققها.. صفحات خالدة في تاريخ بني معروف.. أما القصة التاريخية التي يجب أن تسكن خيال الأجيال الحالية والآتية فهي: عندما زار الجنرال الفرنسي شارل ديغول البرازيل في زيارة رسمية لـ ريو دي جينيرو عندما أصبح رئيساً لجمهورية فرنسا، سأله أحد الصحافيين في المؤتمر الصحافي الذي أقامه في اليوم الثالث من زيارته للبرازيل: ما رأيكم فخامة الرئيس بالعشيرة المعروفية؟؟ وكان الرد المذهل: من أشرف العشائر العربية لا تعتدي ولا تسمح لأحد بالاعتداء عليها، تكرم الضيف ولا تنام على ضيم، وهي الجهة الوحيدة التي استطاعت كسر جيشنا الفرنسي الذي كان في تلك الأيام يحتل ثلث الكرة الأرضية وهي الوحيدة التي أذلته ولو كان حجم تحدينا لبني معروف أكبر لكان حجم الإذلال أكبر!!

نظرة بسيطة إلى ما يجري في هذه الأيام العصيبة ومن خلال متابعتي عبر ((الميديا)) وعلى مواقع متعددة المشارب والأهواء والسياسة وهذا شيء طبيعي، لفت نظري قاسم مشترك بين المشاركين في التعليقات التي تتوجه إلى حضرات المشايخ الكبار والدولة السورية جملة واحدة تردّدت آلاف المرات: ((نستطيع تمزيق ((داعش)) إرباً إرباً ولكن نريد سلاحاً.. نريد رصاصاً.. لا نستطيع بالأيادي وباللحم الحي القضاء على مدفع مع غزاة برابرة مدججين بالأسلحة الثقيلة ومن كل الأنواع.. أعطونا سلاحاً وستروا أحفاد سلطان كالأساطير))..

وهذا يكشف حجم المؤامرة بكل تفاصيلها واللقاءات التي سبقت تلك الليلة التي أغار فيها وبطريقة لا علاقة لها بالحضارة أشباه بشر يغيرون على القرى المسالمة التي تحيط بالسويداء ويرتدون على أعقابهم، بعد ان تسجلت بطولات أسطورية سيذكرها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة...قمة المؤامرة أن يسقط حوالى 250 شهيداً في خلال يوم واحد، وبالرغم من هذا العدد الكبير نرى ولداً ابن 14 عاماً يسقط ثلاثة مهاجمين صرعى أمام مدخل منزله بعد أن ينقذ عائلته ويستشهد..

نرى شابين ينقذان مستشفى السويداء عندما لاحظا وجود ((داعشي)) يحمل حزاماً ناسفاً مدعياً أنه بين الجرحى ويهاجمانه بطريقة حرفية عالمية إبداعية عندما هجما عليه من الخلف ممسكين بكلتا يديه قبل أن يصرخا حزام ناسف.. حزام ناسف.. وتصبح المستشفى أطباء وممرضات وناساً وأهالي ومرضى خارج المستشفى ويبقيان ممسكين بيديه حتى أتى الخبراء لتفكيك الحزام الناسف: إنقاذ بطولي وواعٍ..

عشرات قصص البطولة تسجّلت ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وفي عصر التكنولوجيا لا بد وباختصار شديد ومن أجل إنقاذ السويداء، لا بد من المرور في قلب البنود التالية:

1-                    الشعب شبه أعزل وبكل بساطة تسلّحوا وآلاف الأصوات تزغرد ببطولة: ((عطونا سلاح ورصاص)).

2-                    روسيا بالذات الصديق التاريخي للعرب بشكل عام وللمختارة بشكل خاص عليها أن تحافظ على شعرة معاوية كما قال الأستاذ وليد جنبلاط وذلك بالتعهد بحماية بني معروف في جبل العرب وهي القادرة.

3-                    توحيد الصفوف في كل بقاع الأرض حيث وُجِدَ معروفيٌّ واحدٌ أو عشرات الألوف، والعمل بقلب واحد على كل الأصعدة: القيادات السياسية والناس وكل ذلك يؤمن قاعدة صلبة لإنقاذ السويداء من مؤامرة تاريخية دنيئة تحاول تدفيعها الثمن من خلال عدم التجنيد في جيش النظام والحرب طاحنة لا ترحم والدول كثيرة لا قلب لها بل المصلحة أولاً وأميركا بدورها المتراجع مع ترامب حيث المصلحة أولاً وعلى طريقة تجار السلاح وأقولها بكل راحة ضمير إنه يتصرف كرئيس عصابة تفتش عن المال أينما وجد.

 

 المهندس محمود الأحمدية

رئيس جمعية طبيعة بلا حدود

عضو اللجنة البيئية في نقابة المهندسين

في بيروت

الوسوم