بيروت | Clouds 28.7 c

لودريان للرؤساء الثلاثة في شهر أيلول سيصبح لبنان فنزويلا ثانية / هذا مقال اللوموند – بنجامين بارت

مجلة الشراع 26 أيلول 2020

 

يرجى الضغط هنا لقراءة المقال باللغة الفرنسية من صحيفة الـ Le Monde -

أثناء زيارته لبيروت عبّر وزير خارجية فرنسا جان ايف لو دريان عن استياء عميق وصريح بسبب عجز السياسيين اللبنانيين عن اجراء الاصلاحات الضرورية لحلّ أزمة البلاد الخانقة..

لقد وعد لودريان قبل حضوره الى لبنان بنقل رسالة حاسمة وصارمة، وقد وفى بوعده..

في مقابلاته مع المسؤولين اللبنانيين ابتداء من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسّان دياب ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية ناصيف حتّي.. لم يلجأ لودريان الى الاسلوب الدبلوماسي المعهود، بل تحدّث بلغة صريحة تتناسب مع خطورة الوضع الاقتصادي في لبنان.

اللهجة التي تحدّث فيها لودريان هي تعبير عن غضب فرنسا من تلكؤ المسؤولين اللبنانيين في تحقيق الاصلاحات التي تعهدوا باجرائها من دون ان يتبع هذه التعهدات اية اجراءات عملية..

لقاءات لودريان كانت جديّة، وجّه خلالها انتقادات لاذعة وطلب من المسؤولين أن يستفيقوا ويعوا خطورة الوضع.. من دون أن يشكّل ذلك في نظره انذاراً أخيراّ..بما يعني أن هناك مهلة جديدة.. على الرغم من أن التعابيرالتي أطلقها استخدمها لم تكن ودية أبداً.. وكرر مطالب صندوق النقد الدولي...

ومع انه اعلن أن فرنسا لن تتخلى عن لبنان وانها ستبقى الى جانبه ودليل ذلك الـ 15 مليون يورو التي قدمتها بلاده للمدارس الفرانكوفونية الخاصة، الا ان هذا الموقف الفرنسي لا يعني ان سياسة الشيكات على بياض ستستمر.. لقد ولّى زمن الشيكات على البياض، وانه في غياب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة، فان الـ 11 مليار دولار التي وعد بها مؤتمر سيدر 2018 لن يتم الافراج عنها.

كان لودريان صريحاً جدًّا ومباشراّ وقال ما يعتقد... وهذا أمر مهم جدًّا، وهذا تصريح أدلى به أحد المشاركين في اللقاءات التي عقدها لودريان في بيروت.

أمام حسّان دياب طالب لودريان باعادة تنظيم قطاع الطّاقة الذي هو مصدر هدر كبير وخسائر فادحة.. والاصلاحات التي جرت في هذا القطاع ليست مشّجعة على الاطلاق.

أمّا امام نبيه بري فان لودريان اشار الى أهمية التصويت على قانون يسمح بمراقبة حركة رساميل وعمل المصارف اللبنانية.

وهو أمر لا يخفي رئيس مجلس النواب اللبناني معارضته له وهذا ما جعل الجوّ شبه متوتر أو ليس وديًّا بين الرجلين.

ولكن من يضمن أن هكذا علاج بالصدمة سيؤدي الى نتائج ما؟

لقد كرر لودريان أمامنا أن لبنان على حافة الهاوية ولكن ماذا سنفعل اذا وقع لبنان في الهاوية؟

لا أحد يملك اجابة على هذا السؤال.. وما هو أكيد أنه في شهر ايلول القادم سيكون الوضع  في لبنان كما هو الوضع في فنزويلا حالياً!

الوسوم