بيروت | Clouds 28.7 c

جبران حيران / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 23 تموز 2020

 لا احداً يظن للحظة ان جبران باسيل مرتاح ، وأظن انه بعد هذه الكلمة لن يدع احد له بالراحة ، ولا ندعي ان عمه وزوجه من الذين سيحرمون جبران من الدعاء .

جبران مهموم بأمر واحد فقط تقريباً وهو ان يصبح رئيساً للجمهورية، صحيح انه الآن رئيس ظل لكن مثله لا يريد الا ان يكون اصيلاً

 قال جبران لمسيحيين في استراليا سأنسيكم كميل شمعون وبشير الجميل وهو من المستحيل ان يكون كذلك فبشير الجميل قتل شفافاً زاهداً، اما كميل شمعون فقد باع ولداه قصره في السعديات لرفيق الحريري كي يصرفا على عائلتيهما..

 جبران يتباهى بأنه لا ينقصه شيء كي يمتلك طائرة خاصة على الرغم من انه قال في لقاء زرب فيه عرقاً في الشتاء انه جاء الى المؤتمر بطائرة خاصة قدمها له احد اصدقائه وعندما سألته المذيعة بمهنية واضحة وهل يقدمها لك صديقك من دون مقابل ظن نفسه جالساً مع مارسيل غانم وأهمل السؤال فتلقى تهشيماً اعلامياً من المذيعة ظل حديث كل وسائل الاعلام لاسابيع..

جبران يريد ان ينسي المسيحيين بشير وهو الصهر الصغير لرئيس يعتبر عمه صاحب العهد القوي فأيهما اقوى حماه ام بشير؟

ليس في لبنان مسيحي لا يحتفظ لبشير بصورة القائد المسيحي الذي قدم مصلحة المسيحيين (والبعض يقول واللبنانيين) فوق اي مصلحة

وجبران يواجه داخل تيار أنشأه عمه واورثه اياه حياً اعتراضات تغني كل خصومه مسلمين ومسيحيين ان يبذلوا اي جهد للإعتراض عليه

بشير لقي شبه اجماع مسيحي وتقبل اسلامي كان يكبر بسرعة بعد ان انتخب رئيساً وجبران يريد ان يضمن حصوله على الرئاسة في حياة عمه وما عبر احد عن واقع جبران من دون عون اكثر من تعبير سليمان فرنجية حين قال ان جبران من دون ميشال عون لا يستطيع ان يصبح مختاراً في تنورين وعندما وصفه فرنجية بأنه فتنة متنقلة ترجم جبران هذا الوصف بصعوده الى قضاء عاليه لتحصل حادثة الفساقين، وعندما اراد زيارة طرابلس نشر الجيش الفا جندي من كسروان الى عاصمة الشمال لحمايته، وكم كان الجيش متنبهاً للواقع بعد ان تبين ان عدد مرافقي باسيل في موكبه والمرافقين كان اضعاف الذين حضروا لقاءات الصهر الصغير، والبعض اعتبر ان حصاد زيارة باسيل الى طرابلس اثمر بالإستجابة للتحدي ثمرة جعلت طرابلس عاصمة الثورة على عهد عمه!!

" انجازات" باسيل جعلت احدى بنات عون تصارح ابيها بألا تحكمه عقدة انه لم ينجب صبياناً فيجعل باسيل صبيه الاوحد، واظهرت ابنة اخرى لعون خشيتها ان يضطر والدها لترك قصر بعبدا مرة اخرى وهي تذكره بالهروب الاول صبيحة يوم 10/10 /1990 !

يقولون ان سر تعلق عون بجبران انهما من طينة واحدة في التفكير وان باسيل هو اشطر من فهم عقل عمه وانهما يحملان اصراراً على قدسية ما يفعل كل منهما بما جعل كل منهما يذوب في الآخر ، بل ان الواحد منهما يقدس قدراته الذاتية التي تجعله لا يقبل اي اعتراض من احد لأنه يعتبر نفسه الأعلم والأفهم ، يبقى ان نسلم بأن جبران وجد في اصرار عمه على الوصول الى الرئاسة درساً ناجحاً يعمل كل جهده ويحارب على كل الجبهات من اجل تحقيقه ، مع مفارقة تقلقه كل القلق وتتركه محتاراً من دون اي راحة

 وهذه المفارقة تبدأ في ان عمه كان المرشح الوحيد لحزب الله علناً، ولكن ما كان له ان يكون رئيساً لولا الجريمة التي ارتكبها سمير جعجع وسعد الحريري، واليوم يقف جعجع ضد باسيل والحريري حتى الآن ضد باسيل، والاهم ان حزب الله لم يعط باسيل كلمة وكلما جلس باسيل بين يدي السيد حسن نصر الله طالباً تأييده في رئاسة الجمهورية يجيبه السيد بعد بكير استاذ جبران

حزب الله يدرك موقعه كمقرر اساس في الشخص الذي يمكن ان يصبح رئيساً، والمرشحون كثر  وجبران احدهم لكن حزب الله يدرك من هو الصادق الوفي الواضح بينهم، وهو يلمس ان مقارنة سريعة بين جبران وسليمان فرنجية لجهة المواصفات التي يعرفها عن الإثنين تميل الدفة لمصلحة فرنجية حتماً، واذا اجرى مقارنة بين جبران وجان عبيدمال الى حكيم العرب الذي يؤيده البطرك ونبيه بري ووليد جنبلاط وربما الحريري ونجيب ميقاتي وهؤلاء جميعاً لا يميلون الى باسيل وهم على كراهية له انما على درجات.

وحزب الله الواقعي لا يقفل الباب في وجه قائد الجيش جوزيف عون، ومن يدري ماذا تحمل الإنتخابات الأميركية بعد بعد نحو 110 ايام وسقوط  ترامب المرجح حتى الآن وإمكانية بدء مرحلة جديدة من العلاقات الاميركية - الايرانية، التي جعلها ترامب في الحضيض بعد ان كان التطبيع شبه الكامل سائداً في عهد اوباما

 على كل

يعلم حزب الله ان جبران حيران في اتخاذ موقف مع الاميركان او مع ايران لذا هو يمسك العصا من منتصفها بين الدولتين ضربة هنا ترضي حزب الله، وضربة هناك لا تزعج الاميركان، وخوفه ان يجيء بايدن رئيساً في اميركا فيتفق مع ايران، فترتاح طهران في محيطها وتسقط الحاجة الى غطاء يمثله عون، فيمكن عندها ان يكون جوزيف عون رئيساً او جان عبيد اوسليمان فرنجية او اي مرشح آخر الا الحيران جبران

 حسن صبرا

الوسوم