بيروت | Clouds 28.7 c

حبذا لو توسعوا نادي الغولف/ بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 16 تموز 2020

عندما منح الامام الخميني حكومة الرئيس يومها السيد علي خامنئي صلاحيات الهية شرح له حدود صلاحياتها ومنها انها اذا خططت لشق طريق للمنفعة العامة واعترض الطريق مسجداً فإنها تملك ان تهدم المسجد لجعل الطريق سالكاً، فالمهم ان يسود منطق المصلحة العامة حتى ولو كانت على حساب دار للعبادة

ومن ادعى لمصلحة الناس من صحتها؟

ومن ادعى لمصلحة الوطن من امنه ؟

ومن ادعى لمصلحة البيئة من الخضرة ؟

 ومن ادعى لمصلحة المجموع من ان يرى اطفالهم الشجر من حولهم والهواء النظيف في صدورهم والعلاج الطبيعي من الامراض في تنشق الاوكسيجين من اهم مصادره؟

 المنطق يقول ان اعلى نسب الامراض تأتي مع ومن التكدس السكاني واليوم مع جائحة كورونا يأتي الإختلاط المتنوع هو مصدر هذا الوباء فكيف يكون حاله مع التكدس

في بلاد الدنيا لم تجد حكوماتها حلاً لمعالجة هذه الحالة المرضية الا بالعودة الى الطبيعة..

وفي لبنان يبدو الحل المنطقي في الخروج من زحام المدينة وضجيجا الى رحابة الريف وامتداداته في السهول والهضاب..

كانت حرشيات الاوزاعي حيث نادي الغولف حالياً متنفسا بصنوبرها ومساحتها الخضراء لبيروت وقرى الساحل الجنوبي قبل ان تجتاح هذه القرى جحافل الهاربين من العدوان الصهيوني وإهمال الدولة اللبنانية رسمياً للجنوب والبقاع وعكار وكل الشمال واقليم الخروب اما وان المقاومة الاسلامية مارست ردعاً حقيقياً ضد هذا العدو بعد ان حررت الجنوب منه، اما وان قراراً واسعاً بات في الدولة اللبنانية بيد قادة الجنوب فعلياً فإن العودة الى الريف هي احدى اهم حلول التكدس السكاني ومن يزور الجنوب يرى انشاءات ابنائه المغتربين والعاملين في وطنهم ويرى الخضرة الممتدة في كل سهل وجبل وهضبة وواد ورحاب تدعو الذين هربوا او هرب اهاليهم منها سابقاً كما ذكرنا للعودة من اجل صحة اولادهم وصحتهم، وكذلك الحال في البقاع كله..

 نكتب هذه الدعوة بعد ان تفلتت دعوة اقل ما يمكن القول عنها انها دعوة عدوانية على الطبيعة بزعم مضحك ان نادي الغولف اللبناني جنوبي بيروت يخنق ضاحيتها الجنوبية، وهي إن كانت نداء كاريكاتورياً فإنها تستدعي الجدية في مواجهتها لأن المضحك فيها قد يستسهل تذكرها دائماً ومن الجدية القول ان النار الكبرى تبدأ من مستصغر الشرر..

اولى الدعوات الجدية ان نادي الغولف يقوم على ارض للدولة اللبنانية وليس لأي بلدية في المنطقة اي سلطة عليها

وثانيها ان فيها عقارات خاصة تملكها عائلات معروفة في بيروت

ثالث الدعوات الجدية فوق كل ما كتبناه سابقاً ان تحويل الغولف الى مساحة مستباحة كما الاوزاعي في معظمه سيجعل مطار رفيق الحريري الدولي مهجوراً من شركات الطيران العالمية حيث ينعدم في طريق نزول طائراتها الامان المطلوب بما يجعل هبوط طائرات  العالم معدوماً

 تحويل نادي الغولف الى حي سلم جديد او ليلكي او بئر العبد او الاوزاعي كلام ساخر يوصل في سخريته حد البكاء على انعدام المنطق فيه فلا يبقى لوصفه الا القول انه عدواني حتى لو كانت العدوانية هي منطق المرضى فيها

حسن صبرا

الوسوم