بيروت | Clouds 28.7 c

سنة لبنان يلاقون غضب شيعة العراق! - كتب حسن صبرا

من هنا نبدأ

سنة لبنان يلاقون غضب شيعة العراق! - كتب حسن صبرا

لعل جماهير العراق الشيعية الغاضبة على كم الفساد الذي جعل بلدها في المرتبة 12 في العالم في حجمه، تلهم جماهير لبنان السنية التي لا بد غاضبة على كم الفساد الذي جعل بلدها مديناً بنحو 90 مليار دولار.. حتى الآن..

هناك فارق جوهري هنا وهو ان القيادات الشيعية الحاكمة التي جاء بها الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 هي الموغلة في الفساد من خلال أحزابها وميليشياتها وكلها اسلامية (مذهبية – شيعية وسنية اخوان مسلمين) وبعض اصحاب هذه الاحزاب سرق عشرات مليارات الدولارات (نوري المالكي او جواد بائع المسابح في شارع الامين في دمشق سابقاً نموذجاً) وهي تريد محاكمته ومحاسبته لاستعادة ثرواتها التي نهبها هذا الذي كان رئيساً لحزب الدعوة وبهذه الصفة حكم العراق لفترات سوداء استنـزف فيها العراق بمئات مليارات الدولارات.

اما الجماهير اللبنانية (الشيعية والسنية والمسيحية) التي لا بد غاضبة فإنها ترى في أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أملها في وقف الهدر والفساد ومحاسبة الفاسدين ثم استرجاع أموال البلد المنهوبة من أي كان ومهما كانت مسؤوليته واسمه.. واذ يسترجع السيد نصرالله الأموال المنهوبة فهي ستعود لكل اللبنانيين، شيعة وسنة وموارنة ودروزاً وأرثوذكسأً .. أليس هو كفيل الجمهورية اللبنانية بكل مؤسساتها؟ّ!

وقد أحسنت جماهير العراق الشيعية التصويب على الفاسدين من الشيعة، في حين ان جماهير العراق السنية والكردية ساكتة عن النهب الذي طالها، كما العدوان والظلم طيلة الفترة الممتدة من احتلال العراق عام 2003 حتى اليوم أي طيلة 15 عاماً وسلم بلدها للاحزاب الشيعية سارقة أموال الشيعة أيضاً.

ان صمت الجماهير العربية السنية والجماهير الكردية على النهب الشيعي للجماهير الشيعية لا يعني ((فخار يكسر بعضه)) بل هو نجاح الاحتلال في تقسيم المجتمع العراقي العربي والكردي الى هذه التوصيفات المذهبية والعرقية.. والتي جعلت السنة العرب (والكرد) خائفين من ان تهرب الاحزاب الشيعية الحاكمة من فشلها ومن ثورة جماهيرها الى المزيد من معاقبة السنة لتفش خلقها فيهم، وهي أي الاحزاب الشيعية رافضة للتفاهم مع جماهيرها الغاضبة.

نعم.

هناك ادعاءات بأن الغضب الشيعي العراقي ضد الاحزاب الشيعية الحاكمة وحرق مقراتها واطلاق الشعارات المعبرة هو غضب موحى به من ايران.. وهذه الادعاءات تشبه تماماً الادعاءات التي تقول ان قيادة السيد نصرالله لمقاومة الفساد في لبنان تهدف الى صرف الاهتمام او المطالبة بنزع سلاحه او وضع استراتيجية دفاعية او النأي بالنفس عن الصراع في سورية.

لكن.

الحقيقة بأن الفساد في لبنان يطال كل اللبنانيين، كما الفساد يطال كل المسؤولين ومن كل الطوائف والمذاهب، وان السكوت عنه لم يعد جائزاً.

الفارق الجديد مرة أخرى، هو ان جماهير العراق الشيعية هي التي خرجت غاضبة، ضد كل حكامها، بينما سيتولى السيد حسن نصرالله بنفسه قيادة الغضب اللبناني الشامل ضد كل الفاسدين.. انها من جديد ثورة من فوق، لملاقاة ثورة من تحت كامنة كالنار تحت الرماد في صدور اللبنانيين.

الامر لم يعد يطاق في لبنان.. فالفاسدون موغلون في سرقاتهم.. ضاربون بعرض الحائط كل شكوى من فسادهم، متكتلون لمنع كشف مسروقاتهم، متضامنون في وجه كل من يجرؤ على طلب تقديم كشف حساب بما فعلوه ويفعلوه.

آخر الفوارق.

ان السنة في لبنان ليسوا كسنة العراق الذين يعزلون أنفسهم عما يجري في جنوبي بلدهم الشيعي بل هم معنيون بالأمر.. وهم الأوعى لطلب محاسبة الفاسدين اللبنانيين، وفي بعض مخيلة السنة اللبنانيين ان الشيعة في لبنان نالوا حصتهم وزيادة وان هناك من يهتم لأمرهم اقليمياً ومحلياً، بينما هم متروكون، لذا فإن سنة لبنان مطالبون بتحرك جماهيري حقيقي لمواجهة الفساد وهم وكثيرون منهم يعرفون الفاسدين بالأسماء والأرقام فهل يقدموا؟

 

حسن صبرا

 

 

الوسوم