بيروت | Clouds 28.7 c

اخر دراسة صهيونية: فوز بايدن سيحيي الاتفاق مع ايران ويعيد حل الدولتين الى الواجهة

مجلة الشراع 22 ايار 2020

ماذا لو انتخب جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة على حساب الرئيس الاميركي دونالد ترامب؟

السؤال مطروح الان في كل العالم الا انه في الكيان الصهيوني يحظى باهتمام خاص نظرا لانعكاسه المباشر على سياسات وتوجهات هذا الكيان وسياساته العدوانية في المنطقة.
وفي هذا السياق يكشف تقديرٌ صهيوني أن على "تل أبيب أن تستعدَّ لاحتمال أن يكون نائب الرئيس الأميركي السابق، والمرشح "الديمقراطي" في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، جو بايدن، رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في الانتخابات القادمة، لأنّه يرجّح أن يحاول المناورة بين إبقاء قاعدة الناخبين خارج المركز السياسي، ومحاولة الحصول على دعم الجناح الأصغر، والأكثر نشاطاً في الحزب "الديمقراطي" من خلال التنازلات السياسية".
وقال كل من إلداد شافيت وآري هاستن، في تقديرهما الذي نشره معهد أبحاث الأمن القومي التابع لـ "جامعة تل أبيب" العبرية، إنّه "على صعيد السياسة الخارجية، فإنّ بايدن مؤيّد لإسرائيل منذ فترة طويلة، ولكن إذا فاز في الانتخابات، فمن المحتمل أن تنشأ توتّرات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية حول قضيتين رئيسيتين: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتهديد النووي الإيراني".
وأشار شافيت، الجنرال المتقاعد، والذي يعمل حالياً باحثاً كبيراً في الجيش، وهو كان ايضا المساعد السابق لرئيس قسم البحوث بمكتب رئيس الوزراء، والمسؤول عن صياغة تقييمات استخبارية حول القضايا الإقليمية والدولية، إلى أنّه "من الأفضل أن تقوم إسرائيل ببدء التواصل مع بايدن ومستشاريه بأقرب وقت ممكن، وإنشاء قناة سرية للمحادثات السياسية، لتكون أساسا لبناء الثقة والاحترام بين الجانبين".
وأكدا أنّه "في الوقت نفسه، وفي محاولة لإعادة بناء دعمها من الحزبين، يجب على إسرائيل أن تحرص على عدم اتخاذ خطوات أثناء الحملة الانتخابية، التي يزداد فيها الاستقطاب السياسي فقط، وهي تدابير سيتم تفسيرها في واشنطن على أنها دعم أحادي الجانب".
وأوضح هاستن، خبير السياسة الخارجية الأميركية، والعلاقات الاستراتيجية الإسرائيلية - الأميركية، والمتخصّص بالقضية الإيرانية والحرب في اليمن، أنّ "مثل هذه الخطوة ستساعد على تقليل الضرر الذي يلحق بالعلاقة الأوسع بين البلدين، نتيجة لنقاط الخلاف المتوقعة، إذا تم انتخاب بايدن رئيساً، ومن المهم الآن مراقبة ومعرفة البرنامج السياسي الذي سيخوضه بايدن في الانتخابات، والآثار المحتملة على مصالح إسرائيل في حال انتخابه، مع العلم أن أزمة كورونا أدت لتغيير مضمون وشكل الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية المقبلة".
وأشارا إلى أنه "من حيث المحتوى، سيكون بايدن ناقداً لإدارة دونالد ترامب على الدوام، رغم افتقاره لحضور الرئيس الهائل في الإعلام، واستخدامه البيت الأبيض كخلفية لخلق الأخبار، لكن رغبة بايدن في زيادة جمهوره لأقصى حد تتطلب منه إيجاد التوازن الدقيق بين مناشدة القاعدة الانتخابية، وتأرجح الناخبين في الدول الرئيسية كمرشح معتدل، ومحاولة الاستيلاء على قلب الجناح الأصغر، والأكثر نشاطا في الحزب الديمقراطي".
وأضاف أنّه "من وجهة نظر إسرائيل، فإنّ مجالات السياسة التي لديها أكبر إمكانية للتأثير على الأمن القومي لإسرائيل هي السياسات التي تخصها بشكل مباشر، خصوصا النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وتلك التي تهم إيران، لا سيما القضية النووية الإيرانية. وطوال حياته المهنية الطويلة في المناصب العامة، أعرب بايدن عن قدر كبير من المودة والتقدير لإسرائيل في الجوانب الأخلاقية والاستراتيجية".
وأوضحا أن "بايدن أعلن نفسه صهيونياً، على الرغم من انتقاده حجم المساعدات الخارجية السنوية البالغة 3.8 مليار دولار لإسرائيل، أو التغاضي عنها، أو إلغائها، ووصفها بأنها "خطأ فادح"، وفي الوقت نفسه، وفي 2014، عبر عن اختلافاته الجوهرية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الرغم من أن صداقتهما بدأت في الثمانينات، إلا أن علاقته الشخصية بينهما قد تكون أقل إيجابية اليوم".
وأشارا إلى أن "خلاف بايدن مع نتنياهو يرجع جزئياً إلى خطاب نتنياهو في آذار - مارس2015 أمام الكونغرس ضد الاتفاق النووي مع إيران، وهي خطوة اعتبرها البيت الأبيض عملا صارخا من عدم الاحترام".
وتوقع الخبيران "نشوب ثغرات سياسية كبيرة في القضية الفلسطينية بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية، وقد ذكرالاخير في آب - اغسطس 2019 أنه يجب ممارسة ضغط مستمر على الإسرائيليين للتحرك نحو حل الدولتين، والتأكيد أن تعزيز ضم الأراضي، وتطبيق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية تحت غطاء صفقة القرن، سيثير توترات مع حكومة بايدن المستقبلية".
وأكدا أنّ "إدارة ترامب ستجري تعديلات بشأن قرار إدارة ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، والعودة للصيغة التقليدية بأن القدس الغربية ستكون عاصمة لإسرائيل، بينما ستكون القدس الشرقية العاصمة الفلسطينية، صحيح أن بايدن لن يعيد السفارة لتل أبيب، لكنه سيعيد فتح القنصلية الأميركية التي تعمل مع الفلسطينيين في القدس".
وأوضحا أنّه "في ما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، يعتبر بايدن أنه إذا عادت إيران لالتزاماتها النووية، فسيعود للاتفاقية النووية كنقطة انطلاق، وسيعمل مع حلفائه في أوروبا والقوى العالمية الأخرى لتمديد القيود النووية في الاتفاقية، ما سيثير رفض إسرائيل، وعدم السماح بإعادة عقارب الساعة للوراء، لأن السياق السياسي الداخلي الإسرائيلي سيصعب على أي رئيس وزراء إسرائيلي قبول نهج بايدن".

الوسوم