بيروت | Clouds 28.7 c

عبد الحكيم عبد الناصر يفضح استخبارات الأسد / بقلم محمد خليفة

مجلة الشراع 20 ايار 2020

في 24 نيسان /أبريل الماضي نظم ما يسمى (المركز العربي والدولي للتضامن والتواصل) ملتقى سياسيا عبر وسائل التواصل الفضائية يحمل رسالة وهدفا وحيدا هو التضامن مع النظام الأسدي ، وتصويره ضحية لحصار دولي غير مشروع وغير انساني بسبب ممانعته ومقاومته المزعومة . وشارك فيها عدد من الشخصيات العربية ، ألقوا كلمات انصبت على الدعوة لفك الحصار عن نظام الأسد متهمة أميركا والدول الامبريالية بفرض الحصار عليه عقابا له على مواقفه الوطنية والقومية ، دون أن يشير المشاركون بكلمة واحدة ، ولو لذر الرماد في عيون المراقبين ، الى ما اقترفه سفاح سورية من مجازر وكوارث بحق الشعب السوري ، بما فيها فرض حصارات محكمة حتى الموت على مدن كثيرة من الزبداني الى داريا وحمص وادلب وحلب الشرقية ، استمر بعضها خمسة اعوام متتالية أدت لهلاك مئات آلاف المدنيين ، جلهم اطفال وشيوخ ونساء .

ولم يمض وقت طويل حتى تبرأ بعض الذين أدرجت أسماؤهم في قائمة الحاضرين من أي مشاركة في هذا الملتقى المشبوه ، كالأكاديمي المصري البارز محمد السعيد ادريس المعروف بخطه القومي الناصري الرصين . وكان منظمو الملتقى في لبنان قد نسبوا له الحضور والمشاركة بكلمة تدعو لرفع الحصار الدولي عن سورية ، ولكن د . ادريس نفى وكذب الخبر قطعيا ، وأوضح أنه تلقى دعوة للمشاركة ، ولكنه لم يلبها ، ولم يشارك حتما . ثم اتضح أن (الملتقى) تم تنظيمه والاشراف عليه من استخبارات النظام السوري ، وبعض اعوانها في لبنان وفلسطين ومصر .

وتكرر التدليس الاستخباري قبل أيام بعد أن كتب ( عضو مجلس الشعب السوري ) خالد العبود مقالا ضمنه تحذيرا " خنفشاريا " للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من غضب بشار الأسد عليه ، وأجمع المحللون أن المقال هلوسة خنفشارية من انتاج الاستخبارات السورية هدفها الحفاظ على ماء وجه رئيسهم بعد إهانات الروس المتتالية له !

ثم كررت الاستخبارات الأسدية تحركاتها التي تجمع بين النضال الفيسبوكي واللعب غير البريء على الساحة العربية والدولية دفاعا عن نظامها المتهاوي ، وذلك بتنظيم بيان حمل تواقيع حوالي 300 شخصية عربية ، بعضهم محترمون بلا شك ، وبعضهم مجهول تماما ، لا يعلمه سوى عالم الغيب والشهادة .

البيان عبارة عن رسالة شديدة اللهجة الى سيرغي لافروف تتهم حكومته بالضغط على الاسد بشكل غير مقبول ، وتخرق قواعد العمل الدولي ( دولة – لدولة ) بسماحها لكتاب وصحافيين روس بانتقاد ومهاجمة (هرقل الشام ) والتشكيك بشرعيته ومطالبته بالاصلاح السياسي .

وبرز بين الموقعين اسم المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر ، والاكاديمي المصري البارز د . حسن نافعة . وقد تعرض نجل الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر لانتقادات قاسية داخل مصر وخارجها ، امتدت لأسرة الزعيم الراحل ، قبل أن يتبين أن وراء البيان يقف بهجت سليمان رئيس جهاز الأمن السياسي في سورية ، وأنه زج بالكثير من الأسماء المحترمة بدون علمها إطلاقا ، إذ علم عبد الحكيم عبد الناصر من أصدقائه بوجود اسمه في البيان فدخل صفحة سليمان على الفيس بوك ، وكتب النفي التالي بعلمه بالبيان وعدم موافقته على الزج باسمه فيه : ( د . بهجت بخصوص البيان الصادر منكم للادارة الروسية بغض النظر عن محتوى البيان لا يصح وضع اسمي على بيان بدون اخطاري وموافقتي . برجاء توضيح هذا لأني م أقرأ هذا البيان من أساسه .

ألم تلاحظ أنني لم أشارك في كل النقاش الذي دار حول هذا البيان . واعتبر هذا آخر لقاء لي في صفحتكم , وشكرا . )

ومن ناحية أخرى كتب المعارض السوري ميشيل كيلو البارز مقالا ساخرا في ( العربي الجديد ) شكك فيه بأن يكون د . حسن نافعة قد اطلع على البيان أو وقعه !!   

 

الوسوم