من هنا نبدأ

كتاب مفتوح من حسن صبرا للرؤساء الثلاث

ميشال عون – نبيه بري – حسان دياب

مجلة الشراع 14 نيسان 2020

امّا وقد انطوى الى حين اجراء الـ  HAIRCUT  قص الشّعر أو قصّ أموال المودعين في مصارف لبنان للمساهمة المزعومة بسدّ عجز الدولة اللبنانية فاننا نتوجه اليكم بالبديهيات التالية:

1. البديهية الاولى: ان اموال المودعين ايّاً  تكن أرقامها هي أمانة في أعناق المصارف اللبنانية وأصحابها وبالتالي لا يحقّ لأي منكم أن يحجب الامانة أو يقلصها أو يقتطع منها الا برضا أصحابها: " ان الله يأمُرَكُم أن تُؤدوا الأمانات الى أصحابها "
2. البديهية الثانية: ان ما تبقّى من أموال في المصارف ليست سوى أموال كل من ليس له ظهراً.. رئيساً أو وزيراً أو نائباً أو متعهداً أو مسؤلاً كبيراً في الأمن أو في الادارات أو رئيس حزب أو زعيماً أو تاجراً كبيراً أو مقاولاً مسنوداً أو حزبياً مدعوماً  فقد هرّبوا أموالهم الى الخارج.. وبالتالي لا يضحكَنَّ احداً على النّاس بالزعم أنهم أو أنّهُنّ تقدموا بطلبات رفع السّرية المصرفية عن حساباتهم.
3. البديهية الثالثة: ان القضاة في لبنان ممسوكون بأيدي من عينهم  ولمن سيعينهم ليكونوا خدماً عندهم ينفذون أوامرهم.. ومن ارتضى من القضاة الاحتكام الى ضميره وسعى لتطبيق القانون نزل عليه غضب من عينه ومانام هذا الحاكم الليل الا بعد أن يرمي القاضي المتمرد خارجاً جزاءاً على اعمال ضميره، فقد جاء به الحاكم لينفذ أوامره لا ليطبق القانون..

انظروا الى قضية التشكيلات القضائية التي تضرب استقلالية القضاء في الصميم لأن المجلس الاعلى للقضاء قرر تنفيذ بند دستوري واضح وهو الفصل بين السلطات كيف وقع في براثن السلطة التنفيذية... حتى الآن.

تعالوا الى الأمر الأهم،

سقطت الهيركات HAIRCUT  - مؤقتاً - لانها مسألة غير أخلاقية لأنها ستكون سرقة موصوفة وعلنية وعن سابق تصوّر وتصميم ومن فقراء ومتوسطي حال..

لذا،

نحن ندعو الرؤساء الثلاثة الى ما يلي:

1. تطبيق الهيركات HAIRCUT على كل من تولى وظيفة عامة منذ عام 1989 حتّى الآن على الأحياء منهم ومن ورثهم بعد رحيلهم داخل لبنان وخارجه.
2. يسري هذا التطبيق على الأموال التي سرقها آل الأسد ومندوبيهم في لبنان ضباطاً أمنيين وعسكريين وسياسيين وجماعات حزبية ومقاولين وآخرين.
3. تطبيق قانون من أين لك هذا.. والاثراء غير المشروع الذي بات احدى فقرات تبييض العملة الوسخة كما هي تجارة المخدرات والرقيق الأبيض والسلاح.. على كل من تولى وظيفة عامة ( رئيساً أو زوجة أو صهره أو أولاده أو أقاربه..)
4. النقطة المفصلية بين هذا الأمر هي المحاسبة على سرقات الكهرباء التي يُجمع العارفون ومنهم  د. مروان اسكندر انها تجاوزت نصف الديّن العام أي أن مبلغ الهدر والنهب والسّرقة  فيها وصل الى حدود الــ50 مليـار دولار.

الرؤساء الثلاثة عون  -  بري -  دياب

اذا استردّت الدولة مال النهب في الكهرباء وفي الطّاقة ومنها الفيول.. لا يعود هناك حاجة لأي  HAIRCUT  ويمكن أن يفيض على الخزينة منها ومن أموال منهوبة بواسطة وزراء أشغال ومتعهدين ووزراء الاتصالات  وعن نهب منها ومن السّدود التي تخرّب البنية وتهدر المال.. وأنتم قررتم 600مليون دولار لسدّ بسّري وحده... ولا تنسوا أملاك المخالفات البحرية وأموال سماسرة الوزارات.. كل الوزارات.

استدعوا سماسرة الوزارات الذين يتصرفون في وزارات اساسية وعلى رأسها وزارة المالية كملاك وأباطرة وهم يتعهدون لكل متعهد له مال على الدولة أن يوفرها لهم مقابل سمسرة ونسبة تصل الى 50%.. وربما أكثر أو أقل...

مزراب الهدر هذا سيعيد للخزينة مليارات الدولارات.. وهكذا..

لاحظوا أننا لم نطلب منكم هذه المرة التوجه الى أميركا لتدلّ اللبنانيين على أموالهم المنهوبة الى الخارج، فانه فضلاً عن أنكم لن تطلبوا هذا من أميركا فان تــرامب لن يهتم لأمرنا وهو يعيش في بلده وباء كورونا.

كلمة أخيرة وأنا أتوجه للرؤساء الثلاثة وهي موجهة الى المودعين:

ايّاكم القبول بأي هيركات HAIRCUT  الّا من أموال اللّصوص.. أكلوا الزرع والضرع، وما غصّوا بالأخضر ولا باليابس وأنتم صامتون..

 ألم تسمعوا بالمثل الذي يقول أن قطع الأرزاق من قطع الأعناق؟

ألم تقرأوا قول الامام عـلـــي: لو كان الفقر رجلاً لقتلته..

ونختم بقول الله عزّ وجلّ:

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ

   صدق الله العظيم