بيروت | Clouds 28.7 c

عدنان الزرفي: مرشح اميركي لرئاسة الحكومة العراقية / بقلم محمد خليفة

عدنان الزرفي : مرشح اميركي لرئاسة الحكومة العراقية

بقلم محمد خليفة

مجلة الشراع 23 آذار 2020

 

  • مواطن اميركي فاسد , وصل مع الغزو , وقاتل ضد أصدقاء ايران
  • بدأ تاريخه معارضا في حزب الدعوة وانتهى عميلا للسي آي إي !

 

يبدو أن كل من عمل مع الاميركيين في غزوهم للعراق عام 2003 ولو بوظيفة مترجم , ضمن صعوده الى اعلى مناصب السلطة في بغداد , حتى ولو كان من دون  مؤهلات, والدليل على ذلك رئيس البرلمان العراقي الحالي محمد الحلبوسي , وها هو الدليل الثاني يظهر اليوم بترشيح عدنان الزرفي لرئاسة الحكومة !

صدر أول رد فعل على ترشيحه من أبناء النجف التي ينتمي لها الزرفي , والمدينة التي حكمها أكثر من 12 سنة محافظا لها , حاكما بأمره مطلق الصلاحيات, فكتب أحدهم على وسائط التواصل الاجتماعي (أإلى هذا الحد عقم العراق بالشرفاء والاكفاء ..؟!) وكتب آخر (اختيار الزرفي مفاجأة المفاجآت, لا بد أن التاريخ غائب!)

 منذ ستة شهور والبحث جار عن مرشح غير حزبي وغير متهم بالفساد والعمالة للخارج ويتميز بالكفاءة ويقبله الشارع , وترضى عنه الدولتان الوصيتان على العراق الولايات المتحدة وايران , ولكن البحث انتهى دائما الى الفشل , كان آخر المحاولات انتهت ليل أمس الاثنين 16 مارس, وأعلن عن فشل زعماء الكتل الشيعية على الاتفاق على شخصية واحدة , وفي الواحدة ليلا أعلن عن تكليف عدنان الزرفي رئيس ما يسمى حركة الوفاء التي لها نائبان فقط في البرلمان , أحدهما الزرفي .

هذا يعني أن فشل الكتل الشيعية للمرة الثالثة منذ استقالة عادل عبد المهدي فتح الطريق لرئيس الجمهورية برهم صالح ليرشح من يختاره من دون التشاور مع كتل البرلمان الكبرى. وبناء على هذا الحق الدستوري جاء اختيار الزرفي الذي لا يحظى بتأييد الكتل المحسوبة على ايران. ويعني أن الترشيح تم بإيحاء من الاميركيين, وفقا للقاعدة المعمول بها منذ احتلال العراق الثنائي. إما مرشح اميركي لا تعترض عليه ايران , وإما مرشح ايراني ترضى عنه الولايات المتحدة . وعليه فالزرفي هو مرشح المحتل الاميركي, ويدعم سجله السياسي هذه العلاقة. فالزرفي هرب من العراق عام 1991 وهاجر الى اميركا 1993 وعاد الى العراق مع الدبابات الاميركية , وعمل مترجما للمحتلين لأنه يجيد الانجليزية . ويؤكد أهالي النجف أن اتقانه الانجليزية هو مؤهله الوحيد, لأنه بدون مؤهلات جامعية عالية أبدا, ولم يعرف عنه الاهتمام  بالعلم والثقافة, ولكنه بعد أن صعد نجمه السياسي, زعم أنه خريج كلية الفقه في جامعة الكوفة .

تبوأ الزرفي المحارب القديم في حزب الدعوة منصب محافظ النجف ثاني أهم محافظة بعد بغداد , بفضل مكانتها الدينية, ومواردها الهائلة. ومن هذا الموقع استولى على ميزانيات ضخمة, وأدار المحافظة كما لو أنه الحاكم بأمر الله, وسيطر عليها, وشارك المستثمرين العراقيين والاجانب في مشاريعهم بحصص ثابتة, اضافة لنهبه الذي ذاع صيته للميزانيات الحكومية . ويكفي أن يضع الباحث عن خلفيته اسمه على محرك البحث غوغل حتى تفاجئه آلاف القصص التي كتبها أبناء النجف والعراق عن فساده وسرقاته وجرائمه, إذ اتهمه خصومه بإنشاء جهاز استخبارت خاص به لمراقبة اعدائه السياسيين والاقتصاديين, وتمتع بحماية اميركية تامة طوال مسيرته, وكان خصما عنيدا لنوري المالكي ومقتدى الصدر وبقية الجماعات الايرانية وشارك في مقاتلة قوات الصدر التي قاتلت الاميركيين. ويقال إنه مسؤول عن كثير من المعارك وعمليات القتل والنسف التي حدثت في النجف . وكان قريبا ومؤيداً لإياد العلاوي. ويعتقد أنه يحظى الآن بدعم أصدقاء اميركا من الاكراد والعرب السنة والتركمان المعادين لإيران, وله علاقات عميقة مع الأتراك. ويعتقد أن أطرافا كثيرة عملت على افشال الاتفاق بين الشيعة على رئيس وزراء منهم, تمهيدا للوصول الى مرشح من هذا النوع, لأن الولايات المتحدة تريد تعزيز مواقعها الآن لمواجهة التصعيد الايراني, من دون أن يتجاوز الطرفان القاعدة السارية المفعول بينهما منذ 17 سنة, فزيارة علي الشمخاني الى بغداد قبل اسبوعين حملت حسب مصادر عراقية عديدة رسالة ايجابية لأي مرشح أميركي لا يهدد النفوذ الايراني, قصد بها طمأنة الأميركيين وتهدئة التوتر معها.

ومع أن قادة الطبقة السياسية وضعوا في الفترة الاخيرة شرط هو ان لا يكون المرشح لرئاسة الوزراء حاملا  جنسية غربية, فإن فوز الزرفي بالترشيح يثبت العكس, فهو يحمل الجنسية الاميركية وعمل مع قواتها ومع أجهزتها الأمنية (ويؤكد كثيرون عمالته للسي آي إي) ويحظى بدعمها التام , وله شقيقان, عماد ومازن، يحملان الجنسية الاميركية، وعاشا في اميركا  عشرات السنين وكلاهما تورط في جرائم اختلاس واحتيال بالملايين وتعرضا للملاحقة القضائية !

في العراق ليس مهما أن تكون وطنيا, وليس مهما أن تكون مؤهلا وكفؤا, بل يكفي أن تكون لصا وعميلا حتى تصل الى رأس السلطة.

فاللصوص مهما اختلفوا سياسيا يستطيعون التفاهم واقتسام المحاصصات والمناصب !

الوسوم