بيروت | Clouds 28.7 c

انتخابات اتحاد عائلات بيروت مبارك للفائز وللخاسر أيضاً

انتخابات اتحاد عائلات بيروت مبارك للفائز وللخاسر أيضاً

مجلة الشراع 6 اذار 2020 العدد 1941

 

لعل أهم انجاز سجلته عملية انتخاب قيادة اتحاد العائلات البيروتية، هو الديموقراطية التي شهدت عرساً نخبوياً في ظل أسوأ أوضاع يمر بها لبنان في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وخصوصاً المالية والمعيشية.. والصحية.. نتيجة اسوأ خيار سياسي اقترفته القيادة السياسية المفترض انها تمثل أبناء بيروت.. او ان تشكل اتحاد العائلات جاء استجابة لحماية مكانتها.. وهي أي هذه القيادة ما حمت لا الاتحاد ولا بيروت ولا السنّة ولا الوطن.. بل أسلمته لما ولمن يعاني منه الوطن تصاعداً منذ ثلاث سنوات وعدة أشهر وصولاً الى قاع من دون قعر.

الديموقراطية تزهو في عرس الانتخاب العائلي والمصائب تترى في لبنان وبيروت.. ولا حل ولا أمل ولا أفق او نور في نفق مظلم لم ينج من شيطانه حتى الآن الا الساسة الحاكمون وأتباعهم.

الذين فازوا في هذه الانتخابات يستحقون التهنئة لاعتمادهم دائماً حق العائلات البيروتية في الاختيار.

والذين لم ينجحوا كذلك يستحقون التهنئة وهم – أي الخاسرون – انتزعوا مكانة جماهيرية حقيقية ستجعلهم حاضرين دائماً شرط ان يظلوا في الساحة وان لا ينكفئوا الى الانتخابات المقبلة، وشرط ان يساعدوا عائلات بيروت ليس مادياً (وحبذا لو توفر المال والمساعدات الاجتماعية) بل ان يكونوا عوناً للاتحاد الجديد عملاً بقول رسول الله ((انصر أخاك ظالماً او مظلوماً..)).

ومع اننا نقدر ونحترم الفائزين والخاسرين إلا اننا نسجل ايضاً ان هناك شبه فرز بينهم في السياسة فالفائزون بمعظمهم مع خيار الرئيس سعد الحريري السياسي.. الا ما ندر والخاسرون بمعظمهم ضد تيار الحريري.. الا ما ندر.

ولا يمكن تجاهل فوز السيدة يسرى التنير بأعلى الأصوات في لائحة الفائزين وهي من قادة ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)) التي رفعت منذ اليوم الأول شعار ((كلن يعني كلن)) علها تخط بهذا الفوز طريقاً نحو استقلالية الاتحاد ليكون عوناً للقيادة السياسية في رقابته وفي محاسبته بدلاً من ان يضع نفسه في موقع التأييد الدائم فيفقد قيمته، خصوصاً وان نزعة الاعتراض على سياسة الحريري بيروتياً ووطنياً لا يقويها إلا تجاهلها وليس هناك أكثر من حجم الأصوات التي حصل عليها الخاسرون دليل على ان حجم الاعتراض أكبر من ان يتم تجاهله.

((الشراع))
 

الوسوم