بيروت | Clouds 28.7 c

لبنان بعد ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)): سقوط تحالفات ومشهد جديد يربك كل الأحزاب

لبنان بعد ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)): سقوط تحالفات ومشهد جديد يربك كل الأحزاب

مجلة الشراع 27 كانون الأول 2019 العدد 1931

 

من المبكر الحديث عن اصطفافات جديدة سيشهدها لبنان في المرحلة الجديدة التي أعقبت ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)) في 17 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي. الا ان ما بات مثبتاً هو ان قوى 14 آذار/ مارس قد شطبت نهائياً من القاموس السياسي بعد الاستشارات النيابية الملزمة التي عكست تباينات جوهرية في التصويت، ولا سيما بين الحريرية السياسية وبين كل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.

كما سقط مع التطورات الجديدة، ما كان يسمى بالحلف الثلاثي الذي يضم التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحزب الله قبل سقوط التسوية الرئاسية بين الرئيسين عون والحريري مقابل سقوط الحلف الرباعي (المعارض ضمناً) ويضم الرئيس بري والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والمردة.

حتى ان الكلام عن حلف الأكثرية النيابية القائم حالياً والذي سمى حسان دياب لترؤس الحكومة الجديدة، غير قابل للحياة والاستمرار كما يبدو بعد موقف النائب سليمان فرنجية ضد دياب وحكومة جبران باسيل التي قال انه يشكلها، وفي ظل ما هو معروف من تباينات بين حركة ((أمل)) والتيار الوطني الحر الذي يتعاطى مع الأخيرة على أساس انها فقط ((حليف الحليف)) أي حزب الله.

المشهد اذن، امام خلطة جديدة، علماً انه بات مرهوناً بتحرك الشارع المطلبي، خصوصاً وان عدداً من الأفرقاء الحزبيين وعلى رأسهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وغيرهما يحاول ركوب موجة الحراك، فيما بدا واضحاً خلال الاسبوع الأخير ان ثمة عملاً مركزاً من أجل إعادة احياء العصبيات الحزبية والفئوية والطائفية والمذهبية، وهو أمر يستفيد منه كل أطراف الطبقة السياسية حتى لو لم تكن مشاركة في صب النار عليه.

البلاد اليوم من خلال هذه الخلطة أمام مشهد جديد، يحاول فيه كل طرف سياسي حفظ رأسه، او التلطي، خصوصاً وان عطلة الأعياد التي نعيشها حالياً قد تكون بالنسبة ((للانتفاضة الوطنية ضد الحرامية))، هي بمثابة استراحة محارب، من أجل ابقاء زمام المبادرة في متناول ناشطيها، تصدياً لأي محاولة هدفها حرف الانتفاضة عن مسارها وضرب أهدافها الوطنية والجامعة.

الوسوم