بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ / حسان دياب خلايا نائمة؟ بقلم حســن صبرا

من هنا نبدأ

حسان دياب خلايا نائمة؟

بقلم حســن صبرا

مجلة الشراع 27 كانون الاول 2019 العدد 1931

 

كل المعلومات التي توفرت عن المكلف بتشكيل الحكومة حسان دياب تؤكد، الى صفة الفساد التي لحقت به نتيجة استغلال النفوذ.. انه من الخلايا النائمة.

وهذه الصفة ليست افتراء على استاذ الجامعة الاميركية، عضو مجلس أمنائها، الذي اختاره رئيسها د. فضلو خوري، وهو المبادر الى تأييد ((الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية)) منذ انطلاقتها في 17/ 10/ 2019.

حسان دياب خلايا نائمة أولاً داخل حرم الجامعة الاميركية، واقتراح فضلو خوري على رئيس الجمهورية ميشال عون – كما ورد – باختيار حسان دياب ضمن مجموعة من أساتذة الجامعة الاميركية (ومثلها من الجامعة اليسوعية) يؤكد ان دياب خدع فضلو خوري، مثلما لربما خدع صديقه الرئيس نجيب ميقاتي، الذي فاجأ اللبنانيين برفض تكليف زميله السابق، طبعاً مع خروج دياب عن الميثاقية الوطنية وقبوله ترشيح جبران باسيل له لتشكيل حكومة تخلف حكومة الرئيس سعد الحريري.

طبعاً.. لا يملك تفسيراً لرفض تأييده دياب لتشكيل الحكومة، الا الرئيس نجيب ميقاتي نفسه.. ولا يملك الحقيقة حول أسباب اختياره وزيراً في حكومته سوى ميقاتي، فهو الذي يستطيع ان يجيب لماذا جاء بدياب وزيراً، هل هي الزمالة فقط، ام انه كان استجاب لطلب جهة ما يواليها دياب ليعينه في حكومته وزيراً للتربية؟

لكن ان يكون دياب خلايا نائمة لـ 8 آذار او لميشال عون، فإن هذا لا يقدم كل الحقيقة، بل هي ربما تفسر ذهنيته ونفسيته، بل وطموحه كتعبير عنهما.

فالرجل استذوق المسؤولية الوزارية، بعد ان أعطاه المنصب الوزاري حضوراً سياسياً واعلامياً، ما كانا ليتوفرا وهو داخل قاعات محاضرات الجامعة الاميركية، او خلف أجهزة الحاسوب وما تفتق منها من برامج.

والطموح هو حق وواجب شخصي وانساني وشرعي في كل المجالات، والحيوان وحده يتوقف عن الطموح.

لذا

يمكن ان يكون حسان دياب ضمن الخلايا النائمة في انتظار الفرصة السانحة.. وها قد أتته على طبق من فضة حتى ولو كان طريقها محفوفاً بما لا يشتهي ان يقابلها، ولا يتمنى لحظة ان يوصف بها.. لكنها ليست قليلة ان يحمل أي سني في لبنان صفة دولة الرئيس، وهو لا يملك أرصدة الآخرين سواء في المال، او في الجاه، او في الحضور السياسي او الشعبي..

حسان دياب ربما أراد ان يتمثل بتجربة الدكتور سليم الحص، لكن بين الاثنين مسافات هائلة سواء في كون الذي جاء به رئيساً للوزراء الياس سركيس هو واحد من أكثر رؤساء الجمهورية في لبنان نظافة كف ونزاهة واستقامة من بعد المثل الأعلى المفقود للرؤساء في لبنان فؤاد شهاب، او من حيث ان استقامة واستقلالية سليم الحص مشهودة، وهو ما كان يعمل إلا وفق قناعاته، حتى لو كنا نختلف معه حولها، خصوصاً علاقته مع بشار الاسد وصمته على جرائمه ضد الشعبين اللبناني والسوري ولا ننسى الفلسطيني.. فهل يستنسخ حسان دياب مواقف الحص هذه ليترجم طموحه الى رئاسة الحكومة.. وينسى أهم القيم التي تمتع بها الرئيس السابق؟

فطموح حسان دياب في ان يقلد تجربة سليم الحص مضروب في ان التجربة التي يخضع لها الآن وهي تجربة التعامل مع جبران باسيل مصابة بعشرات الثغرات التي تجعل ما سيحمله بالتعاون مع الصهر الصغير أشبه بغربال وضعت داخله تراباً سيتساقط كله لحظة بعد الأخرى، حتى ليصبح الأمر محاولة ملء السلة بالماء.. الا اذا..

الا اذا

كان الذين جعلوه ضمن الخلايا النائمة لهم في أسرة الآخرين كانوا يوفرونه للحظة سياسية لا ليحموا أنفسهم فيها فقط بل وليظهروا موهبة، ما جاد الزمان بمثلها قبله.. عشم ابليس في الجنة.

حسن صبرا

الوسوم