بيروت | Clouds 28.7 c

مراسلو محطة ((الجديد)) هم قادة الثورة المجهولون.. المعلومون / بقلم حسن صبرا

مراسلو محطة ((الجديد)) هم قادة الثورة المجهولون.. المعلومون / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 25 تشرين أول 2019 العدد 1922

 

مرت سنوات عديدة كنت خلالها ألتقي الصديق تحسين خياط بشكل دائم سواء في بيروت في مكتبه مقابل الجامعة الاميركية، او في مطعم قريب منه، او في القاهرة.. وعلى الرغم من صداقتنا انسانياً فقد اختلفت معه في السياسة، خصوصاً انه كان كثير النقد للرئيس رفيق الحريري الذي كنت أدافع عنه كسياسي وكصديق ورجل خير.

وكانت تجمعنا دائماً علاقة كلٍ منا مع الكاتب الصحافي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، وكثيراً ما كان هيكل يسألني عن تحسين حتى انه سألني مرة عن اسم تحسين وانه ليس متداولاً ابداً في مصر، وقد رددت عليه يومها بالقول ان هناك طبيباً مصرياً يحمل اسم تحسين وان عيادته على بعد مئات الأمتار من مكتب هيكل عند نزلة كوبري اكتوبر بالقرب من قسم (مخفر العجوزة).

في لقائي مع هيكل مع الزميل بسام عفيفي في منتجع الرواد عند الساحل الشمالي سألني هيكل لماذا يصر صاحبك تحسين على محطته المرئية تلك فقلت له ان تحسين يملك آراء يريد ان يعبر عنها.. فضحك هيكل ساخراً قائلاً لي وهو ينفث سيجاره الأثير: هو اللي عندو آراء يا بو علي يبعزق عشرين مليون دولار بالشكل ده؟

في بيروت وفي مكتب تحسين نقلت له كلام هيكل معيداً سؤال هيكل نفسه: لماذا أنت مصمم يا تحسين على صرف هذا المبلغ لتقول آراء كلها تصب في نقد رفيق الحريري؟ طارحاً سؤالاً أكثر ألماً: هل هو بسبب مشاكل صيداوية بينك وبين الحريري، او هو اثر خلاف بينك وبين الحريري بسبب أخيك في السعودية؟

رد تحسين عليّ بقوله: هذه المحطة حسن هي صوت للمعارضة.

قلت له لكنك تركز على مهاجمة الحريري وهو الوحيد الذي يعمل وينجز؟

رد علي: حسن لو أخذ الرئيس حسين الحسيني مواقف الحريري نفسها كنت سأهاجمه (وكان تحسين يومها على علاقة جيدة مع رئيس مجلس النواب السابق الذي كان له دائماً مواقف ناقدة للحريري الاب).

من يتابع نشاط وحيوية وتغطية محطة ((الجديد)) التي نتحدث عنها خلال ثورة الغضب اللبنانية الشاملة يلمس حقيقة ثابتة وهي:

ان كثيرين تحدثوا عن دور محطة ((الجزيرة)) في قطر في اسقاط حكم حسني مبارك من خلال تغطيتها الشاملة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وقد سمعنا بعض الآراء التي تقول انه لولا ((الجزيرة)) لما سقط مبارك.

محطة ((الجديد)) أدت في لبنان دور ((الجزيرة)) وأكثر في تغطية ثورة الغضب الشاملة.

كانت تغطية مراسلي ((الجديد)) في كل المناطق مثار اعجاب واجماع عند ساحات التظاهر وبين روادها من كل الطوائف والمذاهب وصارت أسماء رامز القاضي وليال سعد وراوند ابو خزام وراشيل كرم ونعيم برجاوي وحسان الرفاعي وحليمة طبيعة ونانسي السبع وهادي الأمين وليال بو موسى وغدي بو موسى.. وغيرهم علامات شهرة تختصر حضور الملايين في كل الساحات.

عوضت تغطية ((الجديد)) عن غياب قادة للتظاهرات في ساحتي رياض الصلح والشهداء والشيفروليه في بيروت وشوارع صور والنبطية وطرابلس وجونيه والذوق وجل الديب والجية وكفررمان وحبوش ودورس والبترون.

فصار كل مراسل في ساحة تغطيته هو قائد الثورة الفعلي وكلهم شباب وشابات زي الورد.. وخلفهم اعلاميان مميزان هما سمر ابو خليل وجورج صليبي ومخرج ثائر هي مريم البسام..

تحية للصديق تحسين خياط الذي يبدو استثماره في المعارضة الدائمة ناجحاً.. وكم يحتاج كل مجتمع الى هذه العقلية وكتائب توعية وقيادة تجيد العمل بين الناس.

ح.ص

الوسوم