بيروت | Clouds 28.7 c

رسالة من حسن صبرا الى سماحة السيد حسن نصرالله فليبدأ جهادك الأعظم

رسالة من حسن صبرا الى

سماحة السيد حسن نصرالله

فليبدأ جهادك الأعظم

مجلة الشراع 25 تشرين أول 2019 العدد 1922

 

سماحة السيد حسن نصرالله

كم كنت حاضراً ونبيهاً وأنت تقول في كلمتك يوم السبت في أربعينية الامام الحسين في 19- 10- 2019، انك تابعت أخبار تظاهرات الناس عبر المرئيات، وانك استمعت الى بعض نداءات محبيك لك من المشاركين في تلك التظاهرات، وان أحدهم قال انك لن تستمع اليه لكنك استمعت لتجيب.

انا لن أناقش كلمتك المهمة في تلك الظهيرة.. ولكنني سأحاول مشاركتك في معرفة مطالب الناس خلال الايام التي سبقت والتي تلت كلمتك.. وان اختصر هذه المطالب التي ترافقت مع عشرات وربما مئات الشكاوى بمطلبين جوهريين متكاملين بصفتي الليل والنهار، والخير والشر، والعدل والظلم والذكر والانثى والسهل والجبل..

يا سماحة السيد

المطلبان الجوهريان للناس هما وقف السرقات واسترداد المسروقات، او وقف النهب واسترداد المال المنهوب.

اذا حصل هذا.. ويجب ان يحصل فإن هذا يعني التالي:

1-وقف فرض ضرائب على الناس.. والفقراء منهم خصوصاً.

2-توفير فرص عمل للشباب، لتتوقف الهجرة واشباع الذات.

3-توفير الطبابة المجانية الكاملة كما بقية أمم الارض الراقية.

4-توفير التعليم المجاني الكامل ورفع مستوى التعليم الى حيث الحاجة المجتمعية والمعرفية والعلمية والاقتصادية، خصوصاً في الجامعة اللبنانية جامعة الوطن.

5-توفير الخدمات الانسانية التي من دونها لا حاجة لدولة ولا لحكومة ولا لوزراء ولا لمدراء عامين ولا لمجالس ولا لصناديق ولا لأي مؤسسة نظامية او ذات نفع عام..

هذه الخدمات هي الكهرباء والمواصلات والاتصالات والطرقات الآدمية، والمياه النظيفة والبيئة الصالحة و..

بعد هذا وغيره.. هل يبقى هناك حاجة لثورة غضب او انتفاضة او يعبر عنها بتظاهرات شاملة كل لبنان وكل الطوائف وكل المذاهب وكل الاحزاب، كلها.. ومن لم يشارك من الاحزاب رسمياً شارك انصارها كدليل على بداية هوة وأودية بين الاحزاب وجمهورها.

فليس في لبنان حزب ضبط أنصاره عن المشاركة او حاول ذلك.

واذا تحدثنا عن جمهورك يا سماحة السيد، فأنت ستكون سعيداً جداً اذ تعلم بأن محبيك وأنصارك والمعجبين بشخصك من خارج حزب الله هم بالتأكيد أكثر عدداً وحضوراً وتأثيراً معنوياً وصدقاً انسانياً من كثيرين من المحزبين مع احترامي لأي عنصر او قائد معك..

وفي الاصل يا سماحة السيد فنحن تابعنا تدرجك في طرح مسألة مقاومة الفساد حيث طالبت في البداية بوقف السرقات.. ثم طالبت بالعودة الى دائرة المناقصات في كل مشاريع الدولة، ثم تساءلت في احدى خطبك كيف يكثر الكلام عن الفساد والفاسدين ولا يعتقل او يوقف او يكشف اسم فاسد واحد.. وأخيراً وصلت الى بيت القصيد عندما طالبت في خطاب كان مليئاً بلغة الغضب حول قضايا عديدة بإستعادة المال المنهوب وقد كررت سماحتك العبارة عدة مرات.

هنا هنا هنا بيت القصيد.. فنحن على قناعة بأنه في الجمهورية اللبنانية ليس هناك ابن امرأة يملك النية والجرأة والقدرة معاً على تحقيق ذلك سوى السيد حسن نصرالله.

لقد خاطبناك يا سماحة السيد وعبر ((الشراع)) ولأكثر من مرة ونحن ندعوك لخوض الجهاد الأكبر في مقاومة الفساد، بعد ان نجحت يا سيد المقاومة ضد العدو الصهيوني في خوض الجهاد الأصغر.

ونحن ندرك يا سماحة السيد بأن خوضك المعركة ضد العدو الواحد الغدار اللئيم المكشوف يعطيك القدرة على تحديده في الميدان وفي السياسة وفي الاعلام وفي الثقافة وفي المواجهة المباشرة وفي توصيفه وكشفه وحشد اللبنانيين معك وما استجاب الا النـزر اليسير..

اما خوضك الجهاد الأكبر في مقاومة الفساد فدونه صعوبات لعلك انت الأعلم بتعقيداتها ونكاد نقول استحالتها ولكننا نقولها ثقة بك وبأن الناس ستكون معك.

هذه التعقيدات تبدأ من داخل حزبك ونحن نعلم انك واجهت بعضه بقولك في احدى جلسات المصارحة وسط هذا الكم الضخم من الاعباء وأنت تمرر كفك على لحيتك البيضاء الطاهرة ((هذه الشيبة ليست كلها من مواجهة اسرائيل بل انها في جزء كبير فيها من سلوكيات البعض في حزب الله)).

ونحن نعلم يا سماحة السيد انك أمرت بتوقيف وسجن عدد من الذين شذوا عن سلوكيات الحزب في الايثار وفي الاستقامة.. وانك رفعت الغطاء عن منحرفين، وانك ناشدت بصدق قوى الامن الداخلي الدخول الى بعض مناطق الضاحية لضبط الامن في بيئتك وبين جمهورك، وان رد المعنيين الرسميين اللبنانيين أقنعك وعلى مضض وفي أسى بقولهم لك يا سماحة السيد اذا كنت انت بجلالة قدرك وعظمة قوتك عاجزاً عن ضبط هؤلاء.. فكيف تطلب منا نحن السلطة الضعيفة ان نضبط الأمر في الضاحية؟

ونحن نعلم يا سماحة السيد ان مطلبي الناس الجوهريين وهما وقف السرقات واستعادة المال المنهوب الكفيلان بوقف ثورة الغضب هما الجهاد الأعظم بالنسبة لك لأن هذا الجهاد الأعظم يا ابا هادي يبدأ بإشعال النار في محيطك السياسي الاستراتيجي والتكتيكي.

يا سماحة السيد

ربما يكون وقف الهدر والسرقات مقدوراً عليه بإظهار العين الحمراء وانت الخبير الخبير في كيفية ارعاب الخصوم بها سواء كانوا أوادم او لصوصاً.

لكن استرداد المال المنهوب لهو والله كقطع الأعناق عند هؤلاء الناهبين.. الله لا يشبعهم لا هم ولا أزواجهم ولا أولادهم ولا أصهرتهم ولا أعوانهم ولا شركائهم..

سماحتك ستبذل الجهد سراً وعلانية لاقناع اللصوص بل لإلزامهم بوقف سرقاتهم في الكهرباء وفي المجالس والصناديق وفي القمامة وفي الكسارات وفي الطرقات وفي التهريب الشرعي وغير الشرعي وفي الادارات والسمسرات.. وستنجح بإذن الله وبقدر ما ستكون شجاعاً فإنك ستلزم الجبناء ان يخافوا.. طبعاً هم لا يخافون الله.. ولكنهم سيخافون نظرات عينيك لأنهم يلمسون دوماً جديتك وانك حين تتخذ قراراً لا تتراجع عنه.. ما لا يوزع بالقرآن يردع بالسلطان.

واسمح لي يا سماحة السيد ان أشرح فهمي لكلمتك بأن المحاسبة يجب ان تكون على كل الفترة الممتدة على طول 30 سنة.. نعم فلقد فهمتها بأنها تشمل كل المسروقات التي هرب بها حكام المرحلة منذ العام 1989 حتى عام 2019.. انها 30 سنة وتشمل كل من حكم لبنان منذ العام 1989 سورياً ولبنانياً.. السوري حكم وجاء باللبنانيين حكاماً فمنهم اللصوص ومنهم القتلة ومنهم المنافقون وقلة هي من الأوادم. ولن نتحدث عن الأوادم لأننا نفترض انهم معنا في هذه الرسالة.

دعنا من القتلة والمنافقين.. لأننا نحصر اهتمامنا باللصوص لأنهم قد يكونوا ايضاً قتلة وقد يكونوا ايضاً منافقين لكننا سنحاسبهم الآن فقط على سرقاتهم.. اين هي؟

انها في سورية وفي حكامها ومنهم الرئيس ورجال أمن ورجال أعمال والسماسرة والمهربون فليس في سورية سياسيون حتى نتحدث عنهم.

انها في لبنان وفي حكامهم ومنهم الرئيس ورجل الأمن ورجل الأعمال والسماسرة والمهربون والسياسيون وكم بينهم من لصوص كذلك بين القضاة والضباط وقادة الاحزاب وجماعاتهم..

والله والله والله انني يا سماحة السيد لأشفق عليك من هول ما حملت وما ندعوك لحمله..

وقف السرقات ورد المسروقات.. عبء لا نريدك ان تقدم عليه وحدك حتى لا نرهقك ونشتت اهتمامك وتكثر من اعدائك.. لذا فإن دفعك وربما إلزامك الآخرين بتشكيل هيئة نزاهة واسترداد المسروقات سيكون بدء الجهاد الأعظم.

ان في لبنان يا سماحة السيد نزهاء شرفاء يتمتعون بأخلاق عالية وشفافية تعامل ونظافة كف وشبع حقيقي.

من هؤلاء ألزم الحكومة ومجلس النواب ان تشكل هيئة نزاهة واسترداد المسروقات عمادها النزهاء والشرفاء.

حدد يا سيد سقف المال الذي يجب استرداده في السنة الأولى بـ 22 مليار دولار، 11 ملياراً من سورية ومثلها من لبنان ورمزية هذا المبلغ هي من أرقام مؤتمر ((سيدر)) لدعم لبنان.

هيئة النزاهة يجب ان تبدأ بحصر أسماء كل من تولى مسؤولية فيها مال منذ 30 سنة.. ويجب ان تبدأ بالرؤساء جميعهم وبالوزراء جميعهم.

يجب ان يسأل الوزير الفلاني: انت كنت تعيش قبل الوزارة في بيت بالايجار كيف أصبحت تملك الآن بيتاً بأكثر من مليوني دولار، وكيف الشحاد الآخر بنى قصراً بعدة ملايين من الدولارات، وآخر كان بالشحاطة صار يملك اسطولاً من السيارات له ولزوجه وأولاده.. من أين لكم هذا؟

المسألة بسيطة، ومن السهولة كشف الفاسدين واللصوص واسترداد المال المنهوب.. شرط ان تتوفر الارادة والقيادة والاثنان ملك يديك يا سماحة السيد.

 حسن صبرا

 

شتموا الجميع  وناشدوا نصرالله

لعلك يا سماحة السيد لمست وأنت النبيه كيف ان الناس رتبت أولوياتها في ثورة الغضب بما يتناسب مع حاجاتها، ولئن استثنت بوعيها- او من دونه – اي كلام سياسي الا ما يوجعها منه تعبيراً او تنفيساً حاراً حاداً جارحاً.. فإنها تجاهلت بالمطلق اي شأن قد يراه البعض احراجاً لكم:

-تجاهلت الناس الحديث عن سلاح حزب الله. لأن جمع هذا السلاح ليس من أولوياتها.

-تجاهلت الناس الغاضبة التي رفعت شعار ((كلن يعني كلن)) اي ذكر لما يسمى الاستراتيجية الدفاعية، لأن هذا لا يعني لها شيئاً الآن.

-تجاهلت الناس من قلب بيروت الى كل الجبل وكل الشمال وفي صيدا وفي النبطية وفي صور أي اشارة الى ذهاب حزب الله الى سورية او الى اليمن او اي بقعة استدعت استراتيجية علاقاتكم السياسية والعقائدية تواجدكم فيها وهمومها محصورة في لبنان وكم كان معبراً قول متظاهرة محبة لكم سماحة السيد عم بيقدم دم عشان سورية وعشان اليمن (بدناييه) يخوف هالحرامية بلبنان حاجي يسرقوني.

ارجوك يا سماحة السيد ان ترى في هذا الموقف الشعبي الحاسم بالتركيز على مطالبها الاجتماعية – الاقتصادية – المعيشية امرين اساسيين:

الأمر الأول: انها سلفتكم موقفاً جوهرياً يكاد ان تشغلكم اثارته الدائمة من قبل جهات سياسية هي على خلاف معكم في الاستراتيجية حتى لو التقيتم معها احياناً في التكتيك.. فسماحتكم كنتم الوحيد الذي أشاد به وناشده محتجون، في وقت سادت بين الجموع عبارة ((كلن يعني كلن)).

الامر الثاني: انكم باستجابتكم لمنطق غضب الناس من كل الطبقة السياسية الحاكمة ((كلن يعني كلن)) وبتبنيكم للفصل بين الدعوة الى الاصلاح وفرض الضرائب على الناس بدأتم البداية الصحيحة في المعالجة المطلوبة – المفترضة.

هنا اسمح لنا يا سماحة السيد ومن جديد ان نقرأ ان الناس على قدر أملها بكم تحملكم مسؤولية.. لماذا؟

لأنكم كفيل على القائمين على السلطة في لبنان.. وبدلاً من ان يراكم البعض كما يصفكم بديلاً عن احتلال آل الاسد في لبنان.. فإن الوجه الآخر لهذه العملة هو نقيض احتلال استخبارات الاسد للبنان.

استخبارات الاسد فرضت كل من يوفر لرجالها ومسؤوليهم المال، مقابل اعطائهم النفوذ والمراكز هكذا جاء الرؤساء والوزراء والنواب والمدراء العامون والسفراء ورؤساء المؤسسات والقضاة والضباط وبوابو العمارات ورؤساء الجمعيات.

انت يا سماحة السيد تستمع الى شكاوى جمهورك وقياداتك بأن كل من هو مع حزب الله محروم فعلاً من الحصول على حقه في اي موقع من مواقع الدولة ولولا وجود وزراء ونواب من حزب الله بحكم مشاركتكم بالسلطة التشريعية ثم التنفيذية لما كان لكم اثر في الادارة اللبنانية.. وهذا بقدر ما يبعد عنكم شبهة الفساد فإنه يسجل حقيقة المطالبة بإلغاء الاحتكار، الاحتكار لأي كان يا سماحة السيد.

لقد كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير بين القوات اللبنانية وجبران باسيل ان هذا الأخير أراد احتكار كل مواقع المسيحيين والموارنة لمصلحة جماعاته، بما يعنيه هذا من منع القوات وكل المسيحيين الآخرين (كتائب وأحرار ومستقلين من حقوقهم داخل الادارة اللبنانية كسفراء ومدراء عامين ومحافظين ورؤساء مجالس ادارة مؤسسات..).

قد يقول البعض من محبيكم يا سماحة السيد: نحمد الله على اننا لسنا شركاء في الادارة الفاسدة وبالتالي لسنا من ناهبي البلد ونحن بإمكاننا ان نطالب برد الأموال المنهوبة، ولا يملك احد ان يطلب منا رد اي مال.. لأننا صرفنا في لبنان أموالاً من ايران ومن الخمس من كل ارجاء العالم الشيعي وحيث يوجد شيعة.

هذا صحيح

ولكن نلفت نظركم يا سماحة السيد الى ما بدأت به رسالتي اليكم وما يتم بثه من اشاعات او وقائع عن مشاركة مسؤولين حزبيين عندكم في فساد واستغلال نفوذ.

غير ان هذا لن يثنيكم عن المواجهة ومقاومة الفساد ابداً.

 

المخادعون

لا يخدعنكم الحديث عن رفع السرية المصرفية في لبنان، لأن اللصوص هربوا الجزء الأعظم من أموالهم الى الخارج.. ليس فقط الى مصارف سويسرا او دبي او روسيا البيضاء كما هي اموال آل الاسد وزبانيتهم بل الى مصارف جزر يكاد لا وجود لها جغرافياً في خارطة العالم.. انها مصارف يكاد يبلغ عددها أكثر من عدد بيوت هذه الجزر، وموظفو هذه المصارف يكاد يكون مساوياً لعدد سكانها.

ومن يتوهم ان رفع السرية المصرفية عن أمواله في مصارف لبنان يعفيه من أحقية ملاحقته، نسأله ان يعلن كشف السرية المصرفية عن كل ما يملك في الخارج.

ولا يخدعنكم حصر المال بالودائع في المصارف في الداخل (او في الخارج) بل عليه ان يكشف عن أرقام عقاراته في أي بقعة في لبنان وفي الخارج.. كما عن أرقام أسهمه في مصارف محلية وعالمية ومؤسسات دولية و..

 

حرية الحصول على المعلومات

سماحة السيد

ليكون الاعلام والرأي العام نصيراً لك في جهادك الأعظم أرجو ان تلزم المعنيين بتطبيق قانون حرية الحصول على المعلومات ليصار الى نشرها عن كل صفقة او اتفاق رسمي او معاهدة او تجنيس او اي أمر يتعلق بمصلحة عامة يتفق عليه خلسة مسؤولون.

 

الوسوم