بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ: عون – بري – الحريري في موسكو – طهران – أنقرة / بقلم حســن صبرا

من هنا نبدأ

عون – بري – الحريري

في موسكو – طهران – أنقرة

بقلم حســن صبرا – مجلة الشراع 4 ايلول 2019 العدد 1919

 

من دون أدنى شك، ان الرئيس ميشال عون حريص على إعادة المهجرين السوريين قسراً الى لبنان من وطنهم سورية، الى بلادهم، وهم بالملايين، وهم من كل أرجاء سورية.. ما عدا بلاد العلويين!!

ومن دون أدنى شك  بأن عون جاد عندما تحدث عن احتمال فتح باب التفاوض مع النظام السوري لحل موضوع عودة المهجرين السوريين الى بلدهم.

ومن دون أدنى شك فإن فكرة زيارة الرئيس عون الى دمشق للقاء بشار الاسد واردة جداً، وربما هي مقررة في ذهن عون، لكنه يحتاج الى توافق حولها مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى الرغم من ان ملايين المهجرين السوريين الذين وصل منهم الى لبنان واستقر فيه أكثر من مليون ونصف المليون، ما تركوا بلادهم الا من بعد ان دمرت براميل بشار المتفجرة، وصواريخه الروسية، وطيرانه السوفياتي، وهمجية معلمه فلاديمير بوتين.. دمر بشار وبوتين كل هذا في سورية مما جعل حياة السوريين تحتها مستحيلة، فإما الفناء واما التهجير.. وقد قتل مئات الآلاف وهجر الملايين.. وهذا ما يفكر فيه عون او قرره بينه وبين نفسه لاعادة المهجرين الى بلادهم.. وهذا والله لأمر عظيم ومطلوب.

ونحن نؤيد مسعى عون الجدي في هذا المجال، ولا نعير اهتماماً او أولوية لأي تشكيك في مقاصد عون او زعم بأنه يريد ان يغطي سماوات المشاكل المدلهمة بالفساد والنهب المنظم، والعهر المبرمج بقباوات إعادة السوريين الى بلادهم.. نحن لا نؤيد أي تشكيك بهذا المسعى لأنه بات في نظر كثيرين اولوية اقتصادية – اجتماعية – ثقافية، وطنية – قومية – اخلاقية.. من هنا يصبح الخوف المسيحي من مزيد من فقدان التوازن الديموغرافي لمصلحة المسلمين الذين يردفهم سوريون (وفلسطينيون) مسلمون مفهوماً.. تماماً كما هو مفهوم التخوف الشيعي من زيادة أعداد السنة بنسبة 100 % على الشيعة ايضاً.

ولكننا ولأننا حريصون على انجاح هذا المسعى فإننا نرجو فخامة الرئيس ميشال عون ان يلتفت الى هذا الاقتراح العملي وهو:

ان يقوم عون بزيارات ثلاثية الى كل من روسيا وايران وتركيا، اي ان يطير مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، ومرشد الجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي والرئيس التركي رجب طيب اردوغان.. فهؤلاء المسؤولون الثلاثة هم الحاكمون الفعليون لسورية، وما بشار الاسد الا عامل عليها بالوكالة عن بوتين وخامنئي، وشريك مضارب مع أردوغان.

ولا بأس ان يصطحب الرئيس بري معه نائبه ايلي الفرزلي، فهو ارثوذكسي المذهب وهو صاحب المشروع الارثوذكسي الذي طبقه صهر عون الصغير في انتخابات 2018، وهو على مذهب مسيحي أصيل في هذا الشرق، يستهوي فلاديمير بوتين الذي يجد ان الارثوذكسية ستساعده على التمدد والاستقرار في بلادنا أسوة بالصهاينة والاميركان.. وغيرهم.
في هذه البلدان الثلاثة ومع هؤلاء الرؤساء الثلاثة يتم للثلاثي اللبناني وتابعهم الارثوذكسي بحث مصير ملايين السوريين المهجرين الى لبنان وبلاد الله الواسعة.

وهذه الزيارات ستكون محل اجماع عند اللبنانيين لأن المقصد فيها سيكون وطنياً وشعبياً واقتصادياً..

اما زيارة عون بمفرده، اذا حصلت وتجاوز عون سعد الحريري من دون احتساب لاحراجه أمام ناسه فإن هذه الزيارة ستكون محل خلاف واسع بين اللبنانيين حتى لو صمت عنها الحريري، وهو كما يبدو للجميع مجرد ((شاهد ما شافش حاجة)).

الزيارة الثلاثية للرباعي اللبناني ستزيل الحرج عن سعد الحريري، وستطلق براعة نبيه بري في اجتراح الحلول وتقديم المشاريع والتقريب بين الجميع فهو مقدر ومحترم عربياً ودولياً.. كما انها ستمنع قيام معارضة واسعة في لبنان لأي هدية يحملها عون الى بشار على حساب الموقف اللبناني القانوني منه!

وما هو هذا الموقف؟

واجب الدولة اللبنانية وعلى رأسها ميشال عون تسلم نائب بشار الأمني اللواء علي المملوك المتهم بتحريض المجرم ميشال سماحة على ارتكاب جرائم ضد الأمن اللبناني وضد مسلمي لبنان ومسيحييه وهو المعترف بالأمرين:

1-محاولة اشعال فتنة طائفية في لبنان.

2-ان علي المملوك هو من كلفه بهذه الفتنة.

فهل يعقل ان يزور عون دمشق وان يستقبله بشار وإلى يمينه المملوك؟ وهل يمكن لعون ان يطلب إبعاد المملوك عن الصورة، فلا استقبال ولا حضور اجتماع؟ أليس في هذا الابعاد اعتراف سوري بأن المملوك المطلوب قضائياً للبنان، هو المحرض على جريمة سماحة المسجون بأحكامها القضائية، وبالتالي جرى ابعاده؟

نحن نريد ان نأكل العنب، ولا نريد قتل الناطور.

بشار لا يهش ولا ينش في سورية، وربما هو يمون على بعض حرسه السوري في قصور الرئاسة، لأن الأمن الحقيقي في سورية هو بيد الثنائيات التالية:

1-ثنائية ايرانية- روسية كثيراً ما تتعارض.

2-ثنائية اميركية – تركية، وكثيراً ما تتعارض ايضاً.

3-ثنائية اسرائيلية – روسية، قليلاً ما تتعارض.

4-ثنائية تركية – كردية هي على تعارض دائم.

5-ثنائية المعارضة الوطنية وبشار وهما على تعارض تاريخي حتمي ومصيري.

لذا فليتوجه الرؤساء الثلاثة الى هذه العواصم، فبيدها القرار الفاعل.. ونحن لا نريد ان يتوجه رؤساء لبنان الى أي دولة في اوروبا.. لماذا؟ لأن المهمة الرئيسة التي جاءت انجيلا ماركل الى لبنان لأجلها، منذ عدة أشهر كانت بهدف تأبيد الوجود السوري المهجر في بلدنا.

طالبت مستشارة المانيا القوية من رؤساء لبنان الثلاثة ان يشرعنوا وجود السوريين في لبنان، ليس في القوانين، بل بالممارسات العملية.

1-أدخلوا طلابهم المدارس.

2-وفروا لهم الأعمال.

3-أمنوا لهم الطبابة المجانية.

4-سجلوا مواليدهم في خانات خاصة.

وليظل الجميع على بينة من أمر صمت الغرب وأوروبا على الفساد في لبنان، والاصرار على تنفيذ مقررات ((سيدر)) – انما على نظافة – انه في جانب منه مرتبط بعدم اخراج السوريين من لبنان، لأن مقصدهم سيكون اوروبا حتماً وهي المتخمة في مدنها الرئيسة بملايين المهجرين السوريين وليظل الجميع على وعي بهدف رجب طيب اردوغان من استخدام ورقة المهجرين السوريين الى تركيا ليضغط بها على اوروبا، وهو يهددها بأنه سيفتح حدود تركيا مع اوروبا لنقل 3 ملايين سوري اليها.. وهو أمر حتى لو كان صعب الحدوث، فإنه تهديد لأمن اوروبا الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والميداني.

فخامة الرئيس

اذا ذهبت الى دمشق فستذهب وحيداً ولن تعود سعيداً.

اذا ذهبت مع الرئيسين بري والحريري وتابعكم الارثوذكسي فسيذهب لبنان كله معك والله معك.

حسن صبرا

 

الوسوم