بيروت | Clouds 28.7 c

نحن مع كلام عون عن الدولة العثمانية الارعابية.. ولكن! / بقلم: حسن صبرا

نحن مع كلام عون عن الدولة العثمانية الارعابية.. ولكن! / بقلم: حسن صبرا

مجلة الشراع 6 أيلول 2019 العدد 1915

 

من دون أي تردد نحن نؤيد كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عن الدولة العثمانية الارعابية.. ولكننا ونحن نؤيده ونرفض الحملة الطائفية ضده التي تظهر مدى سيطرة ثقافة الاخوان المسلمين وسياساتهم على عقول البعض، نريد ان يضيف عون في أي مناسبة ارعاب الاحتلالات الأخرى للبنان قبل قيام دولة لبنان الكبير وبعدها وحتى الآن.

نعم.. احتل العثمانيون بلادنا بإسم الدولة الاسلامية العامة، كما احتل آل الاسد لبنان بإسم العروبة المزيفة وشعار البعث وحدة – حرية – اشتراكية.

وتحول الوجود الفلسطيني العسكري في لبنان من حالة حماس لمجابهة العدو الصهيوني الى طرف رئيسي وربما مؤسس للحرب الأهلية المجنونة التي فجرها جنون الميليشيات الكتائبية ونمور الاحرار ومن حولها.

كذلك تحول الوجود الفلسطيني تحت هذا العنوان الى احتلال سلطة فاسدة متحللة..

ومن المفارقات العجيبة، انه على الرغم من ان هذه الاحتلالات الثلاثة كانت الأكثر قسوة وتخلفاً وسرقة واهانات وتدخلاً في كل صغيرة وكبيرة، من تعيين بواب عمارة الى تعيين رئيس جمهورية ووالٍ وعامل، وسبب قتل عشرات آلاف وربما مئات آلاف اللبنانيين وهجرة الملايين.. نعم الملايين (انظروا أعدادهم الآن وهم يشكلون أضعاف أضعاف المقيمين في لبنان) الا ان لبنان لا يعلن يوم خروجهم منه عيداً للاستقلال).

بل ان عيد الاستقلال الوحيد في لبنان هو يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام اشارة الى اعلانه عام 1943 عن الاحتلال الفرنسي..

نعم كان الاحتلال الفرنسي كذلك في الوصف.

نعم كان الاحتلال الفرنسي يلقى مؤيدين كما معارضين.

نعم انه احتلال بكل المقاييس..

لكن ما شهدناه من احتلالات عثمانية – أسدية – منظمات فلسطينية (قسوة – تخلف – سرقة – اهانات – تدمير مؤسسات – استتباع قيادات – وقتل أخرى، وتدخل في كل صغيرة وكبيرة..) يجعل الاحتلال الفرنسي للبنان نزهة امام هذه الاحتلالات.. لكنه يظل احتلالاً.

كلمة أخيرة.

لعل لبنان الرسمي أحسن فعلاً حين جعل يوم 25 أيار/ مايو من كل عام عيداً للتحرير، لعدة أسباب منها انه تحرير لأرض محتلة قام به شباب لبنانيون بإسم المقاومة الاسلامية وعمادها حزب الله، من دون انكار أدوار الآخرين في القتال لتحرير الأرض ومنها انه قتال ضد العدو الصهيوني الذي وحّد اللبنانيين في مجابهته فهو عدو لبنان والعرب والحضارة كلها.. اما الآخرون أي احتلالات آل عثمان وآل الاسد وكل الأبوات فقد قسمت اللبنانيين طيلة قرون ثم عقود.. وانظروا الآن الى الحملة الظالمة ضد رئيس الجمهورية لأنه رفض ارعاب الدولة العثمانية.

ح.ص

 

 

 

 

 

الوسوم