بيروت | Clouds 28.7 c

بيان إطلاق اللجنة القومية لمئوية جمال عبدالناصر

بيان إطلاق اللجنة القومية لمئوية جمال عبدالناصر

*كان جمال زعيماً وطنياً وقومياً لأمتنا.. أصبح زعيماً ملهماً لأفكارنا وأحلامنا العربية

 

((لا نبكي على ما فات، ولا نغرق في ماضٍ، بل نسعى لاسترداد المستقبل، فلم يكن جمال عبدالناصر تاريخاً منتهياً، ولا تجربة عبرت، بل عنواناً لمشروع نهوضٍ جامعٍ، تكونت عناصره تباعاً وفي إطراد، مع يقظة مصر وأمتها العربية على هوان أوضاعها في العالم الحديث، واستيلاء الزحف الاستعماري على أراضيها ومقدراتها وهويتها، وانقطاعها الطويل عن سبل الحياة والتنمية والعلم، واحتجازها المزمن في نفق التخلف والغفلة  وهو ما تنبهت إليه مواكب التحديث المبكرة، وجهدت أجيالها المتوالية في تخطيه، وجوبهت بضراوة التحكم الاستعماري، وحروبه المتصلة لاستنزاف الطاقة، وإفشاله لتجارب النهوض الأولى، وقمعه للثورات الوطنية المصرية والقومية العربية، وزرعه لكيان الاغتصاب الصهيوني بين ظهرانينا، وإلى أن قامت ثورة 23 تموز/يوليو 1952، وبطلائع شابة، نضج وعيها في قلب محنة فلسطين، وتحولت بالثورة المصرية المنشأ إلى فوران عربي عارم، وصنعت للأمة فجراً جديداً ساطعاً، تدفق بشلالات نوره طوال الخمسينيات والستينيات، وإلى أواسط سبعينيات القرن العشرين.

ولم يكن الانقلاب الذي جرى على ثورة عبدالناصر خاتمة ولا نهاية، بل مولداً لحلم لا يهزمه الزمن، زاد تألقه مع توالي المحن، وتعاظمت قوته مع تراخي الأيام، ومع الإخفاق المريع للنظم التي أعقبت رحيل الرجل وحاربته، وقادت الحملات العاتية لمحو اسمه والتكفير بتجربته، وقد سقطت كلها، وتحول جمال عبدالناصر من اسم إلى معنى، ومن تجربة إلى مخزن أحلام، سكن صدور الشعب العامل وصناع الحياة، والحلم الذي يسكن شعباً لا يموت، لأن الشعوب لا تفنى ولا تزول، وهو ما يفسر الظهور الكثيف لصور عبد الناصر وحدها في ثورة 25 ك2/يناير 2011 وموجتها الأعظم في 30 حزيران/يونيو 2013، وكأن ملايين الميادين أرادت أن تصل ما انقطع مع الثورة المغدورة، فالثورات في حياة الأمم ليست حوادث سير عابرة، بل جوهر مستكن، يطفو إلى سطح الوعي في لحظات التحرك واليقظة. وقد كانت ثورة عبدالناصر متصلة بالطبائع مع جوهر ثورات عظيمة سبقتها، وعتها بعمق، وأعطتها نضجاً واكتمالاً، ومقدرة عبقرية على التصحيح الذاتي للأخطاء والعثرات، وبصورة دمجت عناصر النهوض في سبيكة مشروع جامع، كان الاستقلال الوطني والتحرير القومي حجر الزاوية فيه، وأضافت إليه عناصر التنمية بالاعتماد على الذات، والتصنيع الشامل، والكفاية الانتاجية مع عدالة التوزيع الاجتماعي، وأولوية العلم والتكنولوجيا، والتجديد الحضاري، والتوحيد العربي، والالتحام الواعي مع حركة وأشواق شعوب الشرق والجنوب، وصياغة نظام عالمي عادل متوازن، مع إدراك مضاف مستعاد لقيمة الديموقراطية وإطلاق الحريات العامة، فلا يكفي أن تكون الثورة لصالح الناس، بل يجب أن تكون الثورة بالناس وبتنظيم الناس حتى لا تهزم وتداس.

وليست مهمة ((اللجنة القومية لتنظيم مئوية جمال عبد الناصر)) أن تدافع عن تجربة مضت، تظل مضيئة بإلهامها، بل أن تؤكد الحلم الباقي، وعلى مشروع النهوض الذي تستحقه الأمة المهانة المنكوبة المستباحة، وعلى حرج اللحظة التي نعيش فيها، وعلى حاجة الأمة إلى الثقة بمقدرتها على الخروج مجدداً إلى النور، وعلى كسب معركة العقول والقلوب في مفترق طرق، وفي إطار وطني وقومي جامع، لا يستثني أحداً من المؤمنين بالحلم، ولا يحصر نفسه في تيارات حزبية منغلقة، ولا في حروب طواحين هواء تشغل وتلهي عن أولوية استرداد المستقبل.

 

جمال عبدالناصر: غاب عبدالناصر فأصبحنا في العراء
تظاهرة شبابية ترفع صور جمال الشباب يبعث روح جمال

 

 

الوسوم