رسالة ونداء من مواطن لبناني يعشق وطنه.
لحظات تاريخية قاسية ومصيرية تصبغ هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن.. جميع المفردات الشريفة والمزايا الانسانية تطبع طائفتنا الكريمة شيوخاً ورجالاً ونساءً وشباباً وشابات.. حتى أصبحت كلمة بني معروف في قاموس الأمم والعالم أجمع رديفاً للنبل والشهامة والذود عن الارض والعرض والدفاع المستميت عن الضيف والصبر على الضيم والايمان العميق بأن أجسامنا ثوب نلبسه وأرواحنا تنتقل من جسد الى جسد وان كل لذائذ الدنيا لا تساوي وقفة انتصار للحقيقة ولحظة تسامح وتسامي وتقديم الأهم على المهم.. وأكبر تعهد وشهادة: صدق اللسان وحفظ الإخوان..

وعلى مدى اجيال بأكملها تراكمت شهادات العالم كله بِنَا من الجنرال شارل ديغول، الى لامارتين، الى الجنرال أندريا الى الكابتن الفرنسي بورون الى نابوليون الى هتلر الى ڤولناي الرحالة الشهير الى الكاتب الانكليزي نمري الى العلامة الاميركي ڤانديك الى الكاتب اللبناني مارون عبود الى العلامة محمد كرد علي الى مئات الكبار في العالم.. شهادات ترمي بثقلها في هذه المرحلة التاريخية الصعبة، على كل من قال انا من بني معروف..
انا العلماني المؤمن بفكر كمال جنبلاط والحامل هذا الفكر وعلى تواضعي ولكنني على قدر ما أحمل من عقيدة فكرية أحمل أيضاً شرف الانتماء الى هذه العشيرة المعروفية الضاربة جذورها في التاريخ، انني استصرخ ضمائر كل معروفي وكل مسؤول في موقعه ان يحموا هذا التاريخ برموش العيون وان يتم التصالح والمصالحة على قاعدة تقديم الأهم على المهم وتقديم العقل والحكمة في سبيل البقاء بعزة وكرامة وإباء ورحم الله كل الشهداء..

أين مشايخ بني معروف يرفعون الرايات البيضاء بصوت كقصف الرعد: اوقفوا جميعاً هذا الواقع المؤلم المتردي وليكن العقل رائدنا...
صرخة معروفية من أعماق الأعماق.. لعلها تضيء شمعة في هذا الليل الطويل ويسلم الدروز ويسلم الوطن..
اللهمّ اشهد على صدق النوايا.. والباري عزّ وجل اعلم ما في السرائر.

المهندس محمود الأحمدية

رئيس جمعية طبيعة بلا حدود

عضو اللجنة البيئية في نقابة المهندسين