بيروت | Clouds 28.7 c

الشراع ترد على الرد: العراق قلب التشيع.. رداً على الكاتب اللبناني حسن صبرا؟

((الشراع)) ترد على الرد: العراق قلب التشيع.. رداً على الكاتب اللبناني حسن صبرا؟!!

مجلة الشراع 12 تموز 2019 العدد 1908

 

نشرت وكالة أنباء ((براثا)) العراقية نصاً للكاتب العراقي محمد حسن الساعدي ننشره ونرد على رده.

نشرت مجلة ((الشراع)) اللبنانية مقال للمدعو حسن صبرا، تناول فيها الكاتب أكاذيب عن الشيعة في العراق، واتهامهم بأنهم خذلوا أهل البيت (ع) على طول التاريخ، حيث يقول في مقالته ((أن شيعة لبنان لن يتخلوا عن نصرا الله كما تخلى شيعة العراق عن أهل البيت (ع) ونصرتهم لسيد الشهداء الإمام الحسين في معركة الطف التاريخية والتي جسدت كل معاني الخير ضد الشر، وهنا لا بد من طرح تساؤلات منطقية للسيد الكاتب؟!! 

هل قرأت تاريخ الكوفة جيداً حتى تأتي وتحكم على أمة بكاملها؟، وهل تعرف شخصيات الكوفة وعمق ولائها لأهل البيت (ع)، ولكن يبدو انك لم تقرأ جيداً هذا التاريخ واكتفيت بتلميع صورتك وتسقيط صورة الآخرين، ودعني هنا أوضح بعض الملابسات.. 

تحدثنا الروايات أن الكوفة كانت من أهم الموالين لأهل البيت(ع)، وكانوا من القبائل الموالية قديماً لأمير المؤمنين (ع)، ولكن ماكينة الظلم لا تبقي شيعياً في الكوفة يتحرك على حريته، وكانوا مقسمين بين القتل وهم أحياء، وبين التهجير، وبين دفنهم في مقابر جماعية، ودعنا هنا نأتي على جيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وهم جميعهم من الشام والذي بلدك جزء منه، وعندما نبحث في أنصار سيد الشهداء ((أبي عبدالله الحسين (ع))) نجدهم من قبائل الكوفة وشخصياتها الكبيرة والمهمة، وكم تحدثنا الروايات أن أهم قيادات جيش الإمام الحسين هم من العراق، ودعنا نأتي على جيش يزيد بن معاوية لنرى ان قياداته هم أما من الحجاز أو من الشام كما هو الغالب، ويبدو انك لا تعرف شيئاً من التاريخ حتى تحكم على أمة بكاملها. 

العراق قلب التشيع، فهو باب مدينة العلم كما ورد عن رسول الله (ص)، وهو منبر العلم للعالم، والمتصدي لأمور المسلمين فالنجف الاشرف قبلة العلم والعلماء، الذي كانوا وما زالوا منبراً للعلم وشعلة لنشر علوم أهل البيت في أصقاع المعمورة ؟! 

أيها الكاتب الفلتة.. الكوفة كانت أسيرة بيد يزيد بن معاوية، وما ابن زياد ومن قبله من حكام الجور الا أدوات القتل والتشريد لأتباع أهل البيت، ويا ترى هل تعرض لبنان مثلما تعرض العراق من ويلات ونكبات؟! على مر التاريخ من حكام الجور الذين كانوا يسكنون قصور الشام، ويحرضون المجتمع على العداء لأهل البيت (ع) ((راجع مشهد دخول السبايا إلى الشام )). 

يا شامي.. 

التاريخ واضح والعراق منذ القدم والى الآن يعيش حالة الولاء لأهل البيت (ع)، وما اختيار أمير المؤمنين علي (ع) للكوفة مقراً لخلافته، ومن بعده الإمام الحسين كيف يريد القدوم إلى الكوفة إلا دليل على شدة الحب والولاء من أهل العراق لأهل بيت العصمة (ع)، وبقوا على ولائهم وتمسكهم بسيد الشهداء إلى يومنا هذا، فقد تحملنا ظلم صدام وحكمه الفاشي، وكيف امتلأت السجون من محبي أهل البيت (ع) ولا ذنب لهم سوى أنهم قرابين لسيد الشهداء ويدفعون ثمن هذا الولاء، وكيف تحول العراق إلى مقابر جماعية للموالين في حين تعيش أنت على ضفاف ((الروشة)) وتتمتع بشواطئ الشام وتتغنى بجمالها، وفي الوقت نفسه يحترق شيعة العراق ومحبو أهل البيت، ولم نسمع يوماً أنيناً أو بصيصاً لك أو لغيرك من الحكام والقادة ؟!! 

العراق سيبقى شيعياً موالياً محباً لأهل البيت (ع)، ويبقى منبراً للدين والفقه والعلوم  وما درب الحسين في يوم عاشوراء والأربعين إلا درساً كبيراً يعطيه العراقيون للجميع بحب أهل البيت (ع) والولاء لهم. 

رد ((الشراع))

سنتجاوز المفردات اللطيفة التي خصنا بها السيد محمد حسن الساعدي (الكاتب الفلتة – يا شامي، ضفاف الروشة والتمتع بشواطىء الشام وتتغنى بجمالها..) للدخول في الرد مباشرة:

1-نحن تحدثنا في مقالنا الذي كتبناه تحت عنوان ((شيعة لبنان لن يتخلوا عن نصرالله، كما تخلى شيعة العراق عن أهل البيت)) عن مجموعة بشرية كانت تقدم نفسها مؤمنة بنهج الامام علي، وهي التي دعت ابنه الامام الحسين اليها لتبايعه في الكوفة، وان الامام المظلوم أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل الى هذه المدينة كي يمهد له الطريق لزيارتها.. وأوردنا ان آلاف الكوفيين أحاطوا به لما نزل بينهم، فلما دخل مسجدها كان معه المئات فلما غادره لم يجد معه أحداً.. أين تبخر هؤلاء؟

ولن نجد تعبيراً عن هذا التبخر أفضل مما قاله الامام علي في وصيته لإبنه الامام الحسن: ((يا بني.. اني وان لم أكن قد عمّرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمارهم، وفكرت في أخبارهم، وسرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم، بل كأني بما انتهى الي من أمورهم قد عمّرت مع أولهم الى آخرهم.. فعرفت صفو ذلك من كدره، ونفعه من ضرره، واستخلصت لك من كل أمر تخيله، وتوخيت له جميله، وصرفت عنك مجهوله)).

هل وصلت الرسالة؟ أظنها بحاجة الى استكمال وهذا الاستكمال هو عراقي، محب لآل البيت، قال في رثاء الامام الحسين ما يحمل رداً على ما ورد في رسالة السيد الساعدي.

انه الشاعر العراقي الشهير الشيخ عبدالحسين الاعسم قائل هذه الأبيات:

ورد الحسين الى العراق وظنهم

                                  تركوا النفاق اذ العراق كما هيه

ولقد دعوه للعنا فأجابهم

                           ودعاهم لهدى فردوا داعيه

قست القلوب فلم تلن لهداية

                           تباً لهاتيك القلوب القاسية

ما ذاق طعم فراتهم حتى قضى

                           عطشاً وغسل بالدماء القانية

فيا سيد ساعدي لا ترد على ((الشراع)) وكاتبها.. أرجوك رد على كلام شاعر عراقي شيعي محب لآل البيت رثى الامام الحسين في خذلان أهل الكوفة له.. هلا ترد؟

أما بيت القصيد فهو ان شيعة لبنان لن يتخلوا عن السيد حسن نصرالله لأنه بطل مقاومة العدو الصهيوني طيلة عقدين من الزمان، وما زال موقفه واستعداداته لمواجهة هذا العدو تؤرق اسرائيل وجيشها وسكان مستعمراتها كما لم يؤرقوا من قبل.. ونحن نظن هذه المقاومة هي العنوان الذي يجب ان يُجمع العرب كلهم والمسلمون في كل دار على رفعه في مواجهة الصفقات التي تترى وتبث الفتنة بين جوانبهم.

ودعك يا سيد الساعدي من أي استحضار مجتزىء لوقائع في التاريخ لن تغير من الحقائق حرفاً وما حصل بات معروفاً للجميع.

وأخيراً ننصحك بألا تحاول استحضار عصبية مقيتة من أي مستنقع كان، لأننا عرب مسلمون لا نفرق بين الاجناس ولا القوميات ولا المذاهب، ولا نفضل بعضاً على آخر الا بما قدم ويقدم للانسان والانسانية.. وعندما ننشر ما نحن به مقتنعون فلا نسترشد الا بالضمير الحي وبما نؤمن.

لقراءة الموضوع ??

من هنا نبدأ - شيعة لبنان لن يتخلوا عن نصرالله كما تخلى شيعة العراق عن أهل البيت / بقلم: حسن صبرا

الوسوم