بيروت | Clouds 28.7 c

تصعيد في ((منطقة خفض التصعيد)): أنقرا سلحت المعارضة بصواريخ مضادة للدروع والطيران رداً على مقتل أول جندي تركي


تصعيد في ((منطقة خفض التصعيد)): أنقرا سلحت المعارضة بصواريخ مضادة للدروع والطيران رداً على مقتل أول جندي تركي

خاص – ((الشراع)) 5 تموز 2019 العدد 1907

 

ما زال التصعيد العسكري سيد الموقف في ((منطقة خفض التصعيد)) التي تشمل محافظة ادلب شمال سورية!.

الهجوم الذي بدأته قوات الأسد على المنطقة منذ بداية ابريل الماضي مستمر برعاية ومشاركة روسية جوية وبرية, رغم الخسائر الكبيرة في صفوفها وفشلها في تحقيق أهداف الهجوم.

تطوران بارزان استجدا الاسبوع الماضي:

الأول: سقوط أول عسكري تركي قتيلاً على الارض السورية في هذه الجبهة.

والثاني: تسليح تركيا للمقاتلين السوريين بصواريخ وأسلحة نوعية, ربما كان بعضها صواريخ مضادة للطيران والدروع.

المعروف أن اتفاق سوتشي 2017 بين روسيا وتركيا وايران هو ما يحكم الوجود التركي في ادلب وبعض مناطق ريف حماة. وبموجبه طبقت الدول الثلاث الهدنة في المنطقة. وسمحت لتركيا بإدخال قواتها البرية الى سورية, للمرة الأولى منذ خروج فلول قواتها من شمال حلب عام 1916 إثر انكسار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى, وإعلان العرب ثورتهم الكبرى. وبموجبه أيضاً صار للأتراك وجود قانوني على الأرض السورية, وأصبحوا ضامناً دولياً لوقف النار في عموم المدينة التي تجمع فيها أربعة ملايين سوري هجرتهم قوات النظام وروسيا من حلب وحمص ودمشق ودرعا, إضافة لأعداد أخرى من الرقة ودير الزور والحسكة.

 ولتقوم القوات التركية بمهمة الضامن أنشأت تركيا 12 مركز مراقبة عسكرية بين ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي. ثم جاء اتفاق بوتين واردوغان في ايلول/ سبتمبر 2018 ليعزز سلطة الأتراك على هذه المنطقة الكثيفة السكان. ولكن الثغرة التي بقيت في الاتفاقين تمثلت في غياب نظام الاسد, وعدم إعلان موافقته عليهما. وهي ثغرة ((متعمدة)) من روسيا والنظام, يستعملانها عندما يريدان نسف الاتفاق. وهذا ما جرى اعتباراً من نيسان/ أبريل الماضي نتيجة خلافات روسية - تركية على مسائل تتعلق بوجودهما في المنطقة, وبملفات ومسائل أخرى لا علاقة لها بالمنطقة, بل بتأرجح علاقة ((تحالف الضرورة)) بينهما في مواجهة الولايات المتحدة.

 وقد أعلن النظام مراراً رفضه لأي اتفاق يسمح للاتراك بالوجود العسكري على الأرض السورية, وطالبهم بالانسحاب وإلا تعرضوا للقصف. وفي الحرب الأخيرة قصفت قوات الأسد مناطق قريبة جداً من أربع مراكز مراقبة تركية على الأقل, دون أن توقع إصابات, واعتبرت رسالة تهديد صريحة رداً على رفض أردوغان التطبيع مع الأسد, كما يريد بوتين الذي توسط مراراً لذلك.     

يوم الخميس 27 حزيران/ يونيو المنصرم قصفت قوات الأسد مركز المراقبة العاشر في ريف ادلب قصفاً محكماً فقتلت جندياً, وجرحت ثلاثة. كان أردوغان وقتها يحضر ((قمة العشرين)) في اليابان ويبحث تطور الوضع في شمال سورية مع ترامب وبوتين والأوروبيين. وذكرت مصادر تركية اعلامية أن الرئيس لم يبحث مع بوتين سوى الوضع في ادلب, الأمر الذي فهم على أنه تعليق لعلاقات البلدين على عودة العمل باتفاق التفاهم السابق وإعادة الاستقرار الى ادلب وحماة, نظراً للحرج الشديد الذي وقعوا فيه بين حلفائهم من المعارضة السورية, حتى أن أوساطها بدأت تهاجم الاتراك وتصف قواتهم بأنها شاهد زور!

في الأسبوع الماضي بدأ الأتراك بالرد على قصف قوات الاسد رداً محدوداً لا يوحي بالرغبة في التصعيد, ولكن لحفظ ماء الوجه أمام الداخل التركي والمعارضة السورية الحليفة. ولكن مصادر المعارضة ذكرت أن الأتراك سلحوا فعلاً قوات ((الجبهة الوطنية للتحرير)) بصواريخ مضادة للدروع والطيران, وسمحوا بمهاجمة قوات الأسد البرية والجوية, فظهرت النتائج فوراً في تصدي المعارضة لهجوم عسكري سوري مؤلل وكبير على مواقعها في ريف حماة ((تل ملح, والجبين)) صباح الجمعة 28 حزيران/ يونيو, إذ أوقعت ثلاثين إصابة بشرية, بينهم ضباط من قوات النخبة, وإصابة طائرة حربية بصاروخ مضاد للطيران للمرة الأولى. وذكرت مصادر اعلامية تركية أن الروس بعد هذا التطور الخطير تدخلوا فوراً لإيقاف هجمات قوات الأسد على ريف حماة خوفاً من أن تطال صواريخ المعارضة طائراتهم أيضاً.    

 

الوسوم