بيروت | Clouds 28.7 c

الناصريون في لبنان جماهير كبيرة وأحزاب صغيرة ودكاكين كثيرة - كتب حسن صبرا

الناصريون في لبنان جماهير كبيرة وأحزاب صغيرة ودكاكين كثيرة

 

كتب حسن صبرا

 

خريف عام 1980 جاءنا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أحمد صدقي الدجاني، ليقول لنا كقيادة للإتحاد الاشتراكي العربي: لماذا تتجاهلون يا جماعة وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان؟ لماذا لم تسعوا مرة واحدة للقاء زعيمها الأخ أبو عمار؟ هل تنسون انها نظام عربي حاكم في لبنان!

كان أبو الطيب يحرضنا على لقاء ياسر عرفات.. لأنه في نظره رئيس لبنان أو قسم كبير منه، ويعترف لنا الدكتور الدجاني ان عرفات هو الذي أوضح له اننا كإتحاد اشتراكي نتجاهل وجوده واننا وحدنا كناصريين لا نقيم علاقة معه أو مع أحد من قياداته في البلد الذي كان محتلاً من ثلاث قوى: إسرائيل العدوة.. والشقيقان المنظمات الفلسطينية وعصابات آل الأسد.

التقينا الزعيم ياسر عرفات في مقره المعروف في منطقة الفاكهاني في الثانية عشرة ليلاً في يوم من أيام خريف ذلك العام، وكان إلى جانبه خليل الوزير وسعد صايل، وكان وفدنا يضم كاتب هذه السطور وعمر حرب وعبد الرحيم مراد وكمال يونس..

في هذا الاجتماع الذي طال حتى الثانية من فجر اليوم التالي، طرحنا سؤالاً عن سبب إصرار عرفات على تفريخ دكاكين تحمل عنوان الناصرية (دكاكين هو التعبير الشعبي – السياسي المحلي عن تفريخ عرفات لما سمي تنظيمات ناصرية في بيروت وطرابلس.. تعمل بأوامر ضباطه في حركة فتح، وتتلقى من كل واحد التعليمات التي قد تلزم هذه الدكاكين بالتقاتل حيث تدعو الحاجة، وهم يسلمون مسؤوليها الاموال والسلاح.. ورفع الشعارات والملصقات على الجدران في المناسبات التي تراها الحركة أو مسؤولوها..).

وبعد السؤال تساؤل: لماذا يمنع عرفات توحيد القوى الناصرية في لبنان؟

أجابنا عرفات بالحرف وهو يضحك:

((يا جماعة أنتم ربما لا تعلمون ان وحدة القوى الناصرية في لبنان مضافاً إليها جيش لبنان العربي (وكان بقيادة الملازم أول أحمد الخطيب) ستشكل أقوى قوة مسلحة في لبنان.. ولها شعبية كاسحة ممتدة على طول مساحة لبنان (عدا المدن والقرى والأحياء التي تقع تحت سيطرة ((القوات اللبنانية)) التي فرض بشير الجميل توحيدها صيف العام نفسه).. فهل يعقل أن تنشأ إلى جانبـي قوة ضخمة بهذا الحجم وتكون مستقلة عني؟ مصلحة الثورة أن يكون الناصريون عندي وليسوا على الضفة الأخرى، أو أي جهة ثانية، وكان يقصد علاقتنا مع ليبيا وعلاقة كمال شاتيلا مع سورية.

وقبل أن نقدم عرضاً سريعاً لهذه القوى الناصرية أو حركاتها الأساسية، يجب أن نوضح الأمور التالية:

1-  ان كل هذه المجموعات ضمت شباباً عشقوا جمال عبدالناصر بصدق وتداعوا لعمل منظم يستجيب لدعوة جمال لإنشاء الحركة العربية الواحدة، التي طرحها بعد جريمة انفصال سورية عن الجمهورية العربية المتحدة في 28/9/1961.

2-  ان بعض هذه المجموعات نشأت بمبادرات شخصية قادها شباب مؤمنون بثورة 23 تموز/يوليو 1952 بقيادة جمال وأبرز هؤلاء: ابراهيم قليلات الذي أنشأ ((حركة الناصريين المستقلين – المرابطون)) وكمال شاتيلا وأسس ((اتحاد قوى الشعب العامل)) وخليل شهاب وأنشأ ((الاتحاد الاشتراكي العربي - الافواج العربية)) و((التنظيم الناصري)) وأنشأه منير الصياد و((حركة أنصار الثورة)) وأسسها الحاج مصطفى الترك.. فضلاً عن عشرات المحاولات لإنشاء تنظيمات شبابية محلية في الجامعات والاحياء والمدن قام بها شباب متحمس كان يحاول أن يؤطر نفسه في مجموعات، وكان كل منها يطرح محاولة توحيد مع غيره، فما وجدت سبيلاً إلى النجاح إلا المبادرة التي انطلقت عام 1974 وأنشأت ((الاتحاد الاشتراكي العربي)) وضمت شباب البقاع الناصري + رابطة الطلبة العرب الوحدويين الناصريين، والاثنان كانا غطاء للتنظيم الطليعي الذي أنشأه في مصر جمال عبدالناصر عام 1963 وكان يعمل في لبنان سراً، إضافة إلى وحدة القوى الناصرية وكان بادر إلى إنشائها محمد قباني وجلال بكداش وناصر نصرالله، والاتحاد الاشتراكي العربي – الافواج العربية (في ما بعد تشظى الاتحاد الاشتراكي نفسه، إلى حركات متنافسة وخرجت قوات ناصر بقيادة عصام العرب وحسن قبيسي من اتحاد قوى الشعب العامل).

3- كل هذه التنظيمات لم تكن معروفة للناس في عصر جمال عبدالناصر لكنها بدأت بالظهور بعد رحيله، وكانت الحرب الأهلية التي انفجرت في 13/4/1975 مدخل ظهورها الشعبـي والسياسي والتنظيمي بسبب توجهاتها جميعاً إلى حمل السلاح للمشاركة في القتال الأهلي – الطائفي – السياسي..

بادرت كل هذه القوى لإنشاء جسم عسكري لها للقتال على جبهات الحرب الأهلية في بيروت والبقاع والشمال والجبل، فكان هناك ((المرابطون)) بقيادة ابراهيم قليلات وقد تركزوا في بيروت وكان لهم وجود في مناطق مختلفة، وكان هناك ((الاتحاد الإشتراكي العربي)) الذي انتشر في معظم أنحاء لبنان مع تركيز شديد في البقاع الغربي والجنوب وبيروت.

كان ((المرابطون)) يعتمدون في تسليحهم على حركة ((فتح)) الفلسطينية وكان ((الاتحاد الاشتراكي العربي)) مسلحاً ومجهزاً وممولاً من ليبيا، أما ((اتحاد قوى الشعب العامل)) الذي أنشأ فرقة ((النصر)) في بيروت فكان اعتماده الأساس هو على الحركة السياسية لمؤسسه كمال شاتيلا فضلاً عن مهرجاناته وانتشاره الجدي في بعض كليات الجامعة اللبنانية .

4- شكلت ناصرية النائب الراحل معروف سعد في صيدا قاعدة شعبية للناصريين في عاصمة الجنوب، وهو المناضل في فلسطين، حاملاً قضايا الفقراء في صيدا، فاتحاً منـزله المتواضع في المدينة لهم، متطوعاً لحمل قضاياهم إلى المنتديات والشارع حتى كان اغتياله في 26/2/1975 محاولة لبدء الحرب الأهلية التي انفجرت بعد 45 يوماً بالتحديد، وقد انتقل إلى رحمة الله مظلوماً في السادس من آذار/مارس من العام نفسه.

لم يملك معروف نفساً تنظيمياً، وما كانت مناخات العمل الشعبـي السياسي يومها قادرة على فرز أي حركة أو تنظيم إلى ان تسلم نجله الراحل المهندس مصطفى المبادرة.. وسعى لمحاولة متواضعة لإنشاء تنظيم فكان التنظيم الشعبي الناصري وقد تسلمه بعد رحيله شقيقه د. أسامة وما زال يعمل تحت الاسم نفسه.

كان الشارع الاسلامي في مدن لبنان ومناطقه ناصرياً بالعاطفة وبقليل من السياسة وندرة في التنظيم.. بل ان كثيراً من زعماء لبنان كانوا يقدمون أنفسهم كناصريين أو ان جمهورهم كان يراهم هكذا، على اختلاف مواقف هؤلاء وجماهيرهم، وكان كل واحد منهم حريصاً على إظهار صورته مع جمال عبدالناصر في مناسبات مختلفة.. وعرفت مناطق لبنان صوراً لجمال عبدالناصر مع أحمد الأسعد وصبري حمادة وصائب سلام ورشيد كرامي ومعروف سعد وكمال جنبلاط.. احتفظت بها جماهير كل منهم في منـزلها أو دكانها أو مؤسستها..

ومع هذا

لم يصل إلى مجلس النواب اللبناني أي ناصري حزبي أو حركي.. لا خلال مرحلة الاستقلال ولا خلال الاحتلال الاسدي للبنان، ولا بعده، وكل الناصريين التنظيميين وصلوا بقرار من الاحتلال الأسدي ممثلاً بغازي كنعان، أو بضم ناصري إلى لائحة قوية كما حصل مع محمد قباني على لائحتي الرئيسين رفيق الحريري (2000 – وسعد الحريري 2005 – 2009 وحتى الآن) أو بضم حزب الله الأخوين سكرية تباعاً إلى لائحته، اسماعيل سابقاً ثم وليد حتى الآن ولم يكن وليد يوماً منظماً. وضم نبيه بري لأحمد سويد إلى لائحته عام 1996  وناصر نصرالله وفرض غازي كنعان لعبد الرحيم مراد نائباً معيناً ثم نائباً ووزيراً بعد ذلك كما فرض محسن دلول نائباً ووزيراً عدة مرات قبل أن تسقطه ((الشراع)) عام 2005.

الحالة الوحيدة التي جاءت بنائب ناصري منظم تمثلت بوصول نجاح واكيم، الشاب المسيحي، الذي قدمه ((اتحاد قوى الشعب العامل)) للانتخابات عام 1972 واختارته جماهير بيروت كونه ناصرياً مسيحياً، بما اعتبر يومها رداً شعبياً عاطفياً بعد سنة ونصف السنة على رحيل القائد والمعلم.. وأسقطت المرشح الارثوذكسي النائب لعدة دورات نسيم مجدلاني رغم انه كان على لائحة زعيم بيروت الكبير صائب سلام.

وحده معروف سعد كان ينجح بالإرادة الشعبية في صيدا.. بل ان سعد نجح في انتخابات 1957 التي زوّرت فيها أجهزة الرئيس كميل شمعون الانتخابات لتسقط قيادات بارزة في لبنان وعلى رأسها أحمد الأسعد، صائب سلام وكمال جنبلاط.. وكان سهر معروف عند أقلام الاقتراع ولجان الفرز هو الذي منع إسقاطه تزويراً كما بقية القيادات.

 

الناصرية: أحزاب متصارعة

شكّل الناصريون أوسع قاعدة شعبية في كل لبنان الاسلامي، وعندما بدأت الحرب الأهلية كانوا الوقود الأكثر اشتعالاً والقوى المسلحة اللبنانية الشعبية الأقوى.. لكن غياب الاقنوم الثالث الذي كان يمكن أن يجعلهم يمثلون المسلمين في مجالس النواب والحكومات ويخرج منهم الرؤساء وهو التنظيم كان نقطة ضعفهم الجذرية التي أطاحت بفرص الحكم الأكيدة لهم.

صحيح ان المانع الذي كان سيجعل حكمهم مستحيلاً هو احتلال المنظمات الفلسطينية، وعصابات الأسد للبنان منذ بدء الحرب الأهلية.. إلا إذا كان التنظيم الناصري (إذا كان واحداً) تحت امرتهم سياسياً ومالياً وعسكرياً.. لكن الأصعب والأغرب هو ان الناصريين الاقوياء هؤلاء ما نجحوا في إيجاد إطار واحد يجمعهم، فكانت شرذمتهم أساس ضعفهم، وهم متنافسون متباعدون.. فضلاً عن ان استخبارات الأسد وعرفات ما كانت لتسمح لهم يوماً بالتوحد إلا وفق مصالح نظامي الأسد ومنظمات عرفات.

ولا ننسى للحظة الطموحات الشخصية لقياداتهم المؤسسة للحركات والتنظيمات، التي كانت حاجزاً مانعاً أمام أي وحدة مقترحة، إلا إذا كان الجميع تحت إمرة هذه الشخصية.

ومع هذا، فنحن بحكم التجربة الشخصية المباشرة طيلة ربع قرن تقريباً في العمل التنظيمي نسجل ان الاتحاد الاشتراكي العربي وحده كان محكوماً بقواعد تنظيمية حقيقية، ومؤسسات قيادية منتخبة ديموقراطياً وفق مفهومي الأغلبية والأقلية.. فضلاً عن أمر جوهري وهو تداول المسؤولية، وقد مرّ على قيادة الاتحاد الاشتراكي العربي العلنية ثلاث قيادات تولت أمر الأمين العام أو الرئيس هم عمر حرب وعبد الرحيم مراد، أما القيادي الذي قدم للإعلام فكان كمال يونس، وكانت انتخابات قيادة الاتحاد المنبثقة من مؤتمر الحزب كما اللجنة المركزية تشهد عزوفاً عن الترشيح من الاعضاء ليؤثر أحدهم زميلاً له عليه ويقدمه عن نفسه.. مثلما كان القياديون يتجهون إلى شخص بعينه لإيصاله إلى منصب الأمين العام أو الرئيس والمفارقة ان آخر من تولى رئاسة الحزب عبد الرحيم مراد تولى أيضاً إفراغه من القياديين بناة التنظيم، فأحال مراد من تبقى إلى مفرزة أمنية، وموظفين مرتزقة.. يصرف عليهم من أموال سرقها من جمعيات أنشأها الحزب في صعوده التاريخي وما زال مراد الآن ملاحقاً بسبع قضايا أمام المحاكم الشرعية.

إلا اننا في الوقت نفسه لا نستطيع تجاهل شخصيتي قياديين ناصريين كان لهما تأثير كبير في الساحة الناصرية لوقت طويل كل في موقعه حتى لو لم يلتقيا أبداً هما ابراهيم قليلات وكمال شاتيلا.

كان قليلات هو الأقدم وجوداً في الساحة الشعبية الناصرية بدءاً من ثورة 1958 محسوباً على الزعيم صائب سلام إلى اتهامه باغتيال رئيس تحرير جريدة ((الحياة)) ومؤسسها كامل مروة بمبادرة شخصية منه حباً بجمال الذي كان يتعرض للنقد الشديد من الجريدة المدعومة من السعودية خصوصاً خلال حرب اليمن (1962 – 1967) وقد قتل مروة عام 1966. وفي حين بدأ ظهور ابراهيم القوي مع صعود المقاومة الفلسطينية بدءاً من العام 1968 ثم بعد اتفاقية القاهرة عام 1969، ورفعه شعار ان المقاومة الفلسطينية ((وجدت لتبقى))، واعتبارها كما قال عبدالناصر في الشعارين أنبل ظاهرة أنجبتها الأمة العربية بعد الهزيمة العسكرية عام 1967 أمام العدو الصهيوني.. ثم تشكيله الجسم العسكري الكبير خلال الحرب فإن كمال شاتيلا بدأ تحركه الحزبي عام 1963 وهو على عكس شخصية أبو شاكر.. يملك كاريزما قيادية حقيقية.. كان ابراهيم قليلات رجلاً يحب العزلة لا يغادر مكتبه في طلعة أبو شاكر إلا نادراً وهو يقع عند تقاطع كورنيش صائب سلام أو كورنيش المزرعة الذي حمل اسم جمال عبدالناصر بعد رحيله بقرار من بلدية بيروت مع الطلعة المؤدية إلى الطريق الجديدة.

وفي حين كان كمال حاضراً جماهيرياً في مناسبات عديدة خطيباً مفوهاً تنظيماً حديدياً، أنشأ مؤسسات عدة ما زالت مستمرة حتى اليوم، فإن ابراهيم كان يحيط نفسه بمجموعة من أبناء العائلات البيروتية حرص على أن يختارهم من بين نخب الاطباء والمحامين في العاصمة والجنوب والبقاع ليكونوا ممثليه في المنتديات والمناسبات التي يتجنبها ابراهيم لاعتباراته الشخصية.

فرض كمال التثقيف الناصري على قواعده التنظيمية.. ولم ينشىء ابراهيم أي حلقة طيلة صعوده العسكري والسياسي.. كان كمال مقرباً من السادات بعد انقلابه على خط جمال عبدالناصر في أيار/مايو 1971، وسيّر تظاهرة توجهت إلى السفارة المصرية تطالب أنور السادات بفرم معارضيه الناصريين الحقيقيين، وما انقلب على السادات إلا بعد اتفاقية فصل القوات مع القوات الصهيونية في أيلول/سبتمبر 1975.. متوجهاً نحو سورية والسعودية..

أما ابراهيم قليلات فكان مقرباً من السلطة المصرية لفترة ثم أصبح قاعدة أساسية لبنانية – بيروتية لحركة ((فتح)) وقد جعلت عضو اللجنة المركزية أبو صالح مرجعاً له في علاقته مع الحركة التي كانت تقدم له المال والسلاح والرجال حين يحتاج في معارك كثيرة.

كان كمال شاتيلا الطرف الثاني في معادلة حاول حافظ الأسد انشاءها أول الأمر في لبنان والطرف الثاني كان بيار الجميل.. وكان يلتقي الأسد مطلع كل شهر لعدة سنوات.

كمال السني وبيار الماروني كانا في نظر حافظ الأسد البديلين اللذين يحلان مكان معادلة كميل شمعون وسامي الصلح، أو فؤاد شهاب ورشيد كرامي، أو صائب سلام وسليمان فرنجية.

لكن ارتباطات كمال السعودية وبقايا المصرية جعلت حافظ الأسد يلغيه ويرسله منفياً إلى باريس وما أعيد بعد عقود إلا بوهم منافسة رفيق الحريري الصاعد كالصاروخ في مرحلة البناء بعد توقيع اتفاقية الطائف عام 1989 لوقف الحرب الأهلية.. عاد شاتيلا وشكّل ظاهرة صوتية – اعلامية كانت عاجزة عن توفير مقعد نيابي له.. وما زال ظاهرة صوتية من دون أي تأثير في السياسة اللبنانية.. خصوصاً بعد تشكيله ما يسمى بالمؤتمر الشعبـي ليلغي أي شعار ناصري من خطابه الاعلامي.

أما ابراهيم فهو القيادي الناصري الأبرز في مشروع ياسر عرفات للإمساك بالساحة البيروتية (الناصرية بشكل خاص).

تقرب ابراهيم من ليبيا، وحصل على مساعدات جدية منها لإقامة محطة تلفزيون لم يتسنَ له بدء البث عبرها بسبب اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 وبعد عامين أخرج السوريون ابراهيم لشكهم في محاولته تشكيل الضلع الثالث في تركيبة ثنائية ((أمل)) الشيعية – والاشتراكي الدرزية. ليكون هو الضلع السني، وهو ما رفضته استخبارات الأسد فحكمت عليه بالمجيء إلى دمشق ليبقى فيها ضيفاً في فندق ((شيراتون)) قبل أن يتوجه منذ العام 1984 إلى فرنسا وإيطاليا متنقلاً بين مدنها منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.

ما هو الوضع الناصري الآن في لبنان؟

الناصرية كعاطفة شعبية ما زالت محفوظة في صدور الكثيرين.

الناصرية كأحزاب تشكل جزراً وحصى في نهر ينضب جيلاً بعد جيل.

الناصرية كفكرة حرية وكرامة واستقلال ستظل أملاً يتطلع إليه كل من يريد استعادة هذه القيم

الوسوم