بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ / تمام سلام هلا تعير قبضة يدك لسعد الحريري؟ بقلم حسن صبرا

من هنا نبدأ / تمام سلام هلا تعير قبضة يدك لسعد الحريري؟ بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 21 حزيران 2019 العدد 1905

 

في تاريخ تمام سلام السياسي مواقف جريئة في حفظ الكرامة الشخصية والوطنية، وأبرزها في وجه أحد لعنتي لبنان المدعو رستم غزالي الذي كان يرتجف من نبرة صوت ابن صائب سلام في دارة المصيطبة المرتفعة والحادة حتى كادت تزلزل أعمدة الدار الكبيرة.. رافضاً قبول دعوته لزيارة دمشق للقاء نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام علّه يقنعه بعدم مقاطعة انتخابات 1992.

لكن أهم ما فعله تمام سلام خلال السنوات الأخيرة وهو رئيس للوزراء انه ضرب على طاولته الرسمية في أحد اجتماعات الحكومة صارخاً في وجه صهر رئيس الجمهورية الصغير محذراً اياه بوضوح: عندما أتكلم انا كرئيس للوزراء فأنت عليك ان تصمت وان تستمع.

هذا بالضبط ما ينقص رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري الذي لا يكتفي بأن بترك للصهر الصغير ان يتصرف كرئيس للحكومة، بل ولا يجرؤ لا علناً (ونحن مضطرون ان نسأله الفعل العلني) ولا سراً على ان يقلد تمام سلام، لا في نبرة صوته ولا في مضمون كلامه.

ونحن نربأ أن نعتمد أي مقياس مذهبي او طائفي عندما نتدخل لندلي برأينا في رجولة موقف تمام سلام وميوعة موقف سعد الحريري، بل نحن مع انتظام عمل المؤسسات وحجم دور الوزير قياساً بدور رئيسه، فالهرم يقوم على قاعدته، وعندما يجلس الهرم على رأسه فلا يمكن ان يرى الأمور بوضوح، وعندها تكاد المقاييس الوطنية ان تنعدم.

والمفارقة انه في الوقت الذي يستقر فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري سعيداً في كرسيه منذ 27 سنة، ولا يسمح لأحد ان يشاركه مسؤولية السلطة التشريعية، يجتهد فيها ويكاد يحركها او يجهدها او يقفل أبوابها لاعتبارات سياسية – مذهبية في الأوقات العصيبة، ويتعامل معه العرب والعالم كضمانة وطنية عربية على الرغم من كونه ممثلاً للشيعة.

وفي الوقت الذي يقول فيه الصهر الصغير ان حكم عمه في رئاسة الجمهورية هو ((حكم الرئيس القوي)) حتى لو كان في إقامة جسر جل الديب الذي يثير اعتراض كثيرين بعد بنائه ويصفه وليد جنبلاط بأنه كان يظنه جسر مشاة، فإن رئاسة الحكومة التي كانت من انجازات اتفاق الطائف 1989 الذي أوقف الحرب الأهلية تبدو موزعة التقرير (من القرار) داخل اجتماعات مجلس الوزراء، والأهم خارجه، بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

والغريب الغريب ان جبران باسيل الذي يشق طريقه بثبات وإقتحام وتجرؤ نحو رئاسة الجمهورية ويبذل الجهد الخارق والدؤوب ليحصل عليها، فيساير حزب الله ويطأطىء الرأس أمام نصائح السيد حسن نصرالله، حتى لو كانت تعنيفاً، ويذهب الى نبيه بري معتذراً بعد أي خطأ او تصريح او تطاول، ويساير الاميركي والروسي والسعودي ويعتبر ان من حق اسرائيل الوجود، ويرتحل شرقاً وغرباً، ويعتمد مقياساً واحداً في خطابه هو استعادة حقوق المسيحيين (ممن؟ من السنية السياسية التي يمثلها سعد الحريري) لا يبدو مستعداً في أي لحظة ان يساير الحريري نفسه، لكأن الحريري في خانة معطلة عن الفعل في حسابات وصول باسيل الى رئاسة الجمهورية فهو يحسب حساب الجميع.. الجميع.. الا الحريري رئيسه.. وإلا اذا كان من ضمن تفاهمات باسيل مع الحريري ان يأتي به رئيساً للوزراء لست سنوات يكون فيها باسيل رئيساً بعد عمه!!

لماذا؟

كثيرون يتحدثون عن طريقة عمل باسيل النشيط، المنكب على ملفاته، تحضيراً ودرساً ووضعاً لخطط بديلة.. فهل يستوي المجاهدون مع القاعدين؟

وكثيرون يهمسون بأن ما كان بين باسيل ونادر الحريري مستمر مع سعد الحريري بعد إبعاد ابن عمته.

وآخرون يلمحون الى مصلحة شخصية للحريري في بقائه في الحال الراهنة صامتاً على كل ما يفعله باسيل والمصلحة الشخصية تشمل كل شيء.. كل شيء ، أما القول بأن باسيل المدعوم ايرانياً يواجه الحريري المتروك عربياً فكلام حق يراد به باطل لأن تمام سلام المتخلى عنه عربياً واجه باسيل بضرب يده على الطاولة في وجهه.

تمام سلام.. هلا تعير قبضة يدك لسعد الحريري؟

هلا تعيره نبرة صوتك ومضمونها؟ غير ان هذا لا يكفي فكرسي الحكم هي الأهم!!

حسن صبرا

لمشاهدة الفيديو  ??

فيديو الاشكال بين سلام وباسيل: لما انا بحكي انت بتسكت

 

 

الوسوم