بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ / مسكين غسان سلامة؟! بقلم حسن صبرا

من هنا نبدأ / مسكين غسان سلامة؟! بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 14 حزيران 2019 العدد 1904

 

مسكين غسان سلامة، فالرجل الذي يقول البعض انه يتنعم بالمرتب الضخم الذي يحصل عليه كمبعوث للأمم المتحدة وسيطاً بين أطراف النزاع الدموي الليبي، من أموال الشعب الليبي.. ينطبق عليه المثل المعروف عربياً بأن ((الوسيط له ثلثي القتلة))، او كما يقول المصريون ((ما ينوب المخلّص الا تقطيع هدومه)).. فسلامة في هذه الأيام عرضة لاتهامات من الفريقين المتصارعين أي قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج وكل منهما يتهمه بأنه يعمل ضده لمصلحة الفريق الآخر.

آخر الاسقاطات على سلامة جاءت من المشير خليفة حفتر متهماً إياه بأنه تحول من وسيط نزيه وغير متحيز الى وسيط منحاز في النزاع، وفي مقابلة مع صحيفة ((لوجورنال دو ديمنش)) (صحيفة الاحد) قال حفتر ان تقسيم ليبيا ربما هذا ما يريده خصومنا، ربما هذا ما يبتغيه غسان سلامة أيضاً.

وزاد المتحدث بإسم حفتر أحمد المسماري ان ((تصريح سلامة الأخير أنهى مهمته)).

ما هو هذا التصريح الذي أثار أحد أقوى أطراف الصراع في ليبيا؟.

انه ما تسرب من تقرير قدمه سلامة للأمين العام للامم المتحدة قال فيه ان ارعابيين اسلاميين يقاتلون أيضاً في جيش حفتر.. وانهم مطلوبون دولياً.

سلامة رد على حديثي حفتر والمتحدث بإسم الجيش الوطني الليبي قائلاً بأن هناك قراءة مجتزأة لتقريره، وان هناك تعمداً لتجاوز كل النقاط التي تشمل أفعال أطراف النزاع كلهم، داعياً المشير حفتر الى ان يطلع على كل الاحاطة المكونة من 15 صفحة، وليس انتقاء جمل معينة من خارج سياقها كما فعل مساعدو حفتر.

مقربون من عمل سلامة قالوا ان حفتر أطلق العنان لتصريحات ضد سلامة بعد ان فشل عسكرياً بما وعد به الأطراف العربية الداعمة والدولية له بأنه سيدخل طرابلس مطلع شهر نيسان/ ابريل 2019، وها هو على أبواب الشهر الثالث وما زال عاجزاً عن تحقيق وعده.

وان حفتر اختار الهجوم على سلامة بسبب عبارة وردت في تقريره للامم المتحدة.. اسقط فيها احدى الدعائم الأساسية في معركته السياسية التي يخوضها عربياً ودولياً، وعنوانها هو القضاء على الجماعات الارعابية، فإذا بجماعات ارعابية تقاتل معه ضد الفريق الذي يتهمه هو بأنه عبارة عن جماعات ارعابية.

هذا جانب،

الجانب الأخطر هو ان حشد حفتر (وحكومة الوفاق الوطني) قواهم المسلحة التي تضم كل منهما اسلاميين وإرعابيين، ودخلت شهرها الثالث او كادت، في قتال تمحور حول العاصمة طرابلس تركت فراغاً  قاتلاً في عدد من المناطق، وخصوصاً في الجنوب الليبي، بما سمح لجماعات ((داعش)) والمقاتلين الاسلاميين الهاربين من سورية والعراق ان تنتعش في استنهاض مسلح وصل الى نحو 3 او 4 آلاف ارعابي تهدد أعمالهم العسكرية المتصاعدة في هذا الجنوب، بإعادة الأمور الى نقطة الصفر.. خصوصاً وان هذا الجنوب يتواصل مع جماعات ارعابية في تشاد ومالي، مع محاولة تجنيد مرتزقة في هذه المناطق، خصوصاً من غرب السودان في دار فور، من دون نسيان مشاركة قوات من ((جماعة العدل والمساواة)) السودانية في هذا الصراع.

ماذا يستطيع غسان سلامة ان يفعل في هذا الوضع المعقد، الذي هو في خلاصته الاقليمية صراع بين محورين، يمثل الأول مصر والسعودية والامارات ويمثل الثاني تركيا وقطر والاخوان المسلمين، وفي وقت تقف فيه فرنسا مع دول افريقية أخرى وتسلح وتدرب جيوشها كما في تشاد وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو لرصد الجماعات الارعابية، فإن ايطاليا تجد نفسها منغمسة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها شرعياً، تحت عنوان منع الهجرة الافريقية عبر السواحل الليبية الى مالطة ومنها الى ايطاليا..

مسكين غسان سلامة هل هناك من ما زال يحسده على راتبه او مكانته؟

حسن صبرا

 

 

الوسوم