بيروت | Clouds 28.7 c

تغريدة تحمي بضيائها ووضوئها

رمضان يأتي مثل سنبلة تضيء القفر. تعطيه الخصوبة كلها. وتسير في الظلماء حاملة نجوم الظهر، حاضنة أهازيج الصبايا الحالمات بنورها الوهاج.

رمضان يأتي سورة جذلى. تحدّق في المكان. تغور في الأعماق أطعمة ولا أشهى. تنير الدرب. تعطينا المجال ببعده الكوني. تدخل في شراييني وتمنحها عبيراً نشتهي رياه. نأخذه الى حقل الجمال لنرتوي بمياهه الأحلى. ونمضي في ظلام الوقت أسطع ما يكون كأننا من ذاتنا الأولى ابتدعنا الدرب منهمراً على نجم نسميه السراج.

رمضان شهر الذاهبين الى فضاء الله مكتملين بالأضواء ساطعة. كأن الشمس قد غابت لتعطينا بهاء العمر منصهراً بماء الصبر، مجبولاً بنار الحب. يأخذنا الى أفيائه طهراً يدجج أرضه ورداً. يسير الى أوراقه الحمراء منتظراً تباشير الخروج لتشهد الأرض الخصيبة توقها الماضي الى التحليق في الآفاق أبعد ما يكون كأنه المعراج.

لا لست أدري من أكون. فهل أنا ظل لوقت ليس صنوي؟ أم أنا في الغور شهوة نارهم. أحمي مواكبهم. وأسأل من يسافر في القصيدة كيف أبني من غمام الوقت أجنحة. وأرسل آهتي شغفاً يرفرف في الأعالي وحده. حتى تنام على جناح الصوم بوصلة تصيب بضوئها وقتي، فأهرب من ثناياها وأهديها الى الفقراء علّ سناءها يطفو ويملأ وردها عطراً تحرر من حواجزه وخرّب ما تبقى من سياج.

لا. لست أدري كيف أغرق في متاهات الصيام؟ وكيف أسبح في غروب الوقت؟ كيف أسهر حاضناً عبق السحور. كأنه الغصن المسافر في الربيع قصيدة عصماء تنتظر الصعود الى شروق يختفي في ضوئه شفق الغمام.

رمضان شهر الحب مكتملاً على وقع التقى الميمون منهمراً على أوقاتنا حلماً جميلاً ينحني لندائه الصوفي مشحوناً بنبض قصائد تستل من عينيه أشواقاً معتقة وتكتب ما تناثر من بهاء الخلق عنواناً لايمان يتوجه الصعود الى سماء لم تجد صنواً لها هذي السماء.

أبراج ايمان تحط على المكان خرافة. تسمو لها أسماء من كانوا ومن وهبوا الحقيقة نبضها السامي الى الأعلى. لعل النبض يغدو في مدار العتم أضواء تغرد في الفضاء كأنها الأبراج.

من ها هنا نمضي الى رمضان أحلاماً مجنحة تدوي في فضاء الله عنواناً لصهر الصبر والأشعار في تغريدة تسمو على وجع الضحى. لتظل حاضنة مداها في الطريق الى الخمائل. او الى القفراء أحياناً، وأحياناً الى برج أناجيه، ليغدو فوق رأسي التاج.

من ها هنا نمضي الى رمضان. لا نحمي القصيدة من تمردها. ولكن نحتمي بضيائها ووضوئها ونسير في الصحراء سعياً للوصول الى سماء يرتوي من نبضها ألق الصلاة/ كأنها سفن النجاة.

وكأنني وحدي أصوغ بصومي الهادي الطريق الى سماء صاغها الباري ينابيعاً تظلل نارها نار الحياة.

 

لامع الحر

الوسوم