بيروت | Clouds 28.7 c

السفير رياض طبارة: لا حرب في المنطقة و((صفقة القرن)) لن يتم السير بها أبداً حوار فاطمة فصاعي

السفير رياض طبارة: لا حرب في المنطقة و((صفقة القرن)) لن يتم السير بها أبداً

حوار فاطمة فصاعي / مجلة الشراع 10 أيار 2019 العدد 1900

 

*العقوبات الاميركية أثرت على ايران بشكل أدى الى نوع من القلق

*ايران تهدد وأميركا تهدد وما نراه هو مناوشات لا أكثر

*اعلان القدس عاصمة لاسرائيل هو هدية من ترامب الى نتنياهو

*((صفقة القرن)) مثل المبادرات التي وقعتها أميركا ونسيناها

*هناك استغلال لقضية عودة السوريين الى بلادهم

*لم يحصل ربيع عربي إلا في تونس

*الحل في قضية الموازنة هو سياسي ولسنا بحاجة لماكينزي

 

يعتبر سفير لبنان الأسبق لدى واشنطن الدكتور رياض طبارة ان العقوبات الاميركية على ايران أثرت عليها بشكل كبير وان ايران تحاول ان تستغل الوقت ريثما يأتي موعد الانتخابات الاميركية ويحل رئيس جديد بديلاً عن ترامب يكون من الديموقراطيين.

وان التهديدات التي نشهدها من قبل الطرفين ليست سوى مناوشات لا أكثر ولا أقل ولن تصل الى مرحلة الحرب. ويضيف طبارة ان ((صفقة القرن)) لن يتم السير فيها انما ستكون من المبادرات التي وضعتها أميركا ونسيناها.

ويرى طبارة ان الأحداث الأليمة التي تحصل في غزة بين الوقت والآخر هي بمثابة استمرار لعمل المقاومة حتى لا تنسى القضية الفلسطينية.

هذه المواضيع اضافة الى الربيع العربي ومسألة عودة النازحين السوريين والموازنة تحدث عنها طبارة في هذا الحوار:

 

#كيف سيكون وضع ايران بعد المرحلة الثانية من العقوبات هل نحن أمام مفاوضات او حرب؟

-العقوبات الاميركية تؤثر على ايران بشكل كبير لأنها تؤثر على اقتصادها بشكل قد يسبب قلقاً داخلياً. اذا أخذنا الانتاج المحلي كمثل عندما وقعوا الاتفاق النووي ارتفع النمو في ايران الى 12 %.

عندما انسحبت اميركا انخفض الى 6 % تحت الصفر. الريال كان على 40 ألفاً للدولار، بعد ان انسحبت اميركا نزل الى 160 ألفاً للدولار. التضخم ارتفع 40 % وبعض البضائع وصلت الى 200 %.

لذلك فإن تأثير العقوبات الاميركية، وخصوصاً الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي ووضع عقوبات على من يتعامل مع ايران مع بعض الاستثناءات أثرت جداً على الاقتصاد الايراني.

أميركا تريد ان تأتي ايران الى الطاولة كي تفاوض وهدف المفاوضات الاميركية هو تحييد ايران من المنطقة.

فالاميركيون يعتقدون كما كان أوباما يفكر بحيث كان يريد ان يحيي التحالف الايراني – الاميركي الذي كان على أيام الشاه. والسيطرة على المنطقة من خلال هذا التحالف.

أما النظام الجديد في اميركا فيعتبر انهم اذا قاموا بذلك سيتحول النزاع الى سني – شيعي. لذلك يريدون تحييد ايران.

لذلك هناك هجمة اميركية كبيرة كي تكون ايران هي العدو الكبير وليس اسرائيل وكان اجتماع وارسو لهذا الهدف. بالنسبة للسياسة الاميركية في سورية فإن تحييد ايران في سورية يسبب مشكلة لأن ايران حليفة لروسيا. الاميركيون يحاولون ان يستقطبوا روسيا، خصوصاً انها تريد من المسألة كلها موطىء قدم حيث كان عندها مواطىء قدم عديدة في البحر المتوسط. وروسيا بحاجة الى تثبيت موطىء القدم هذا وأميركا وحدها قادرة على ذلك وشرط أميركا هو تحييد ايران. وهذا الأمر خلق نوعاً من التوتر ما بين روسيا من جهة اميركا واسرائيل، وروسيا المتحالفة مع ايران.

لذلك هناك نوع من التوتر من قبل روسيا من جهة وايران وسورية من جهة ثانية. واعتقد ان الحل لن يصل إلا في حال حصل اتفاق روسي – اميركي يسير بما أعلنه الروس أي من خلال دستور جديد وإجراء الانتخابات وتعيين شخص تتوافق عليه روسيا واميركا لتثبيت الانجازات الروسية ولأميركا حقها في البترول السوري وروسيا عندها ((حميميم)) اضافة الى تحييد ايران.

ايران تحاول ان تربح وقتاً بحيث فتحت باب تعاون مع الصين ومع الهند حيث ان معظم صادرات ايران للبترول هي الى الهند والصين.

وهذا كله لا يصل إلا من 30 او 40 % من صادرات ايران وهذا ليس حلاً لايران انما ربح وقت. الايرانيون يعتقدون ان أمام ترامب سنة ونصف السنة وسوف يرحل ويأتي بديل عنه واذا جاء شخص من الديموقراطيين سوف يحلحل الأمور أكثر لأن الديموقراطيين هم الذين عملوا الاتفاق النووي.

هناك نوع من الستاتيكو في المنطقة. الايرانيون يهددون والاميركيون يهددون ولكن هذا كله من باب التهويل وليس من باب الدخول في حرب. الاميركيون ينتظرون انهيار الاقتصاد الايراني ومجيء ايران الى الطاولة في حين ان الايرانيين ينتظرون اجراء انتخابات جديدة في اميركا.

ما نراه هو مناوشات لن تصل الى مرحلة الحرب. لن يتم اغلاق مضيق هرمز او حصول حرب مفتوحة، سيستمر الاسرائيليون بضرب مواقع في سورية تابع لايران والاميركيون سيزيدون العقوبات على ايران وحزب الله وذلك على مدى سنة او سنتين. ولكن دون الوصول الى حرب مفتوحة لأن الحرب المفتوحة مكلفة جداً ولا أحد يعلم كيف تنتهي لأن روسيا في النصف وقد تؤدي الحرب بين ايران واميركا الى تدخل روسيا. نسمع طبول حرب دون حرب وأتصور ان هذه هي الحالة في المنطقة.

#ماذا عن ((صفقة القرن)) هل سيتم السير فيها أم لا؟

-لم تظهر كل تفاصيل ((صفقة القرن)) ولكن ما ظهر حتى الآن وقاله جاريد كوشنر هو ان القدس انتهينا منها وهي اسرائيلية وهضبة الجولان أيضاً انتهينا منها وهي اسرائيلية أيضاً.

ما من دولة عربية تستطيع ان تتحمل الموافقة على امر من هذا النوع. أعتقد ان هناك مبالغة في أهمية اعتراف اميركا بالقدس كعاصمة لإسرائيل والجولان كقسم من اسرائيل.

لكن اعتقد ان الاعلام عندنا يكبّر المسألة أكبر من حجمها. القدس اعترف الاميركيون انها اسرائيلية وأميركا قامت بحملة لاستقطاب دول تعترف بذلك. ولم ينجحوا إلا بحصولهم على موافقة غواتيمالا ويشكلوا 5 % من سكان العالم.

الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الأوروبية لم تعترف بذلك. ولكن هذا لا يعني انه علينا ان نستخف بما يمكن ان تقوم به اميركا لكونها دولة عظمى.

اعلان القدس عاصمة لاسرائيل هو هدية من ترامب الى نتنياهو وكذلك الأمر بالنسبة للجولان. وبالمقابل فإن اللوبي اليهودي المتطرف في اميركا يسير وراء ترامب في حين ان يهود اميركا في أغلبيتهم هم ديموقراطيين وليسوا جمهوريين.

معظم اميركا اشتراها الاميركيون مع الناس الذين كانوا يعيشون فيها. بحيث اشتروا القسم الذي يمتد من الجنوب الى كندا حيث كان يعيش فيه الهنود الحمر وهذا استهزاء بالهنود الحمر. واعتقد انه في الجولان قد يذهب معهم كذا ألف سوري.

لذلك اعتقد ان ((صفقة القرن)) لن تسير أبداً، خصوصاً ان من يسير فيها يهود متطرفون كيف يمكن لهم ان يحكموا بهذا الموضوع. واعتقد انهم جربوا مع مصر والسعودية ولم توقعا لهم.

اعتقد ان هذه المبادرة مثل المبادرات التي وقعتها اميركا ونسيناها.

#الى متى ستستمر الأحداث الدامية في غزة ولماذا يتكرر السيناريو هناك بشكل مستمر؟

-أهل غزة، وخصوصاً ((حماس)) و((الجهاد)) يعتبرون انه إن لم يحصل نوع من المقاومة سوف تنسى القضية. لذلك يجب ان تستمر المقاومة ويبقى هناك حركة دائمة.

هذا اضافة الى ان تضييق الخناق على غزة رهيب جداً بحيث تتم محاصرة الأهالي هناك ولذلك الناس تنزعج ويحصل نوع من الانفجار. وهذا الوضع يؤدي وحده الى ثورة.

كل مرة تستمر المعركة لعدة أيام وبعدها تنتهي، لا أعتقد ستنفجر بشكل حرب مفتوحة والانفجارات ستسمر ولكن في النهاية الانفجارات محدودة.

#كيف ستحل مسألة النازحين السوريين؟

-قالت روسيا انها تريد ان تعيدهم الى بلادهم ولكن روسيا أرسلت وفداً الى اوروبا وطلبت من فرنسا والمانيا 250 مليار دولار حتى يبدأوا الاعمار.

#الفرنسيون والالمان رفضوا بداية وأرادوا ان يعلموا ما هو الحل في البداية؟

-رئيس الجمهورية عندما زار موسكو قال في كلمته ان حل مشكلة النازحين يعتمد على تهيئة الظروف المؤاتية في سورية بما فيها الظروف الاجتماعية والاقتصادية وإعادة الاعمار بعد النزاع وعلى هذا الأساس يعود النازحون.

هناك استغلال كبير في قضية اللاجئين، الكل يقول انه يريد ان يعيدهم. إعادة اعمار سورية بحاجة الى 500 او 600 مليار دولار. وما حصل حتى الآن هو استغلال لهذه القضية. الروس استغلوها وأصبح بوتين بطل العودة.

اعتقد ان المجتمع الدولي والدول الفاعلة قرروا بقاء النازحين في البلدان الموجودين فيها الى ان تنتهي الأزمة ويصبح هناك نظام جديد يتقبلهم.

#هل نحن أمام ربيع عربي مستمر الى ما لا نهاية ربطاً بما يجري في السودان؟

-تم رسم الخارطة في سايكس بيكو دون ان يسألوا أحداً. يقال ان تشرشل والمعروف عنه انه يحتسي الكحول كثيراً، رسم خارطة الاردن ولم يعرف ماذا يسميها، واذا لاحظت الحدود الخطوط كلها هي خطوط جالسة ما عدا الخط الجنوبي فيه دخلة وطلعة ولا أحد يعلم لماذا هذا الخط هكذا، وسموها ((حازوقة تشرشل))، أي انه كان ((يحزق)) عندما رسمها.

هناك 100 سنة من تاريخ العرب من الاستهزاء والاحتقار.

اعتقد ان التفاعل الغربي خلق انفجارات أدت الى خلق مقاومة وحركات اشتراكية وعبدالناصر وأدت الى خلق ((داعش)) أي منطقة توتر مهملة ومظلومة لمدة 100 سنة. لا نستغرب ان كانت هذه المنطقة كلها توتر. لذا لا نتوقع ان تكون المنطقة هادئة.

لاحظي كم حرب حصلت في العالم العربي خلال عشرين سنة وهذه التوترات دخلت فيها أيد خارجية.

لا يوجد ربيع عربي إلا في تونس والباقون هم نتيجة التوتر وسببه 100 سنة من الاهمال. ولكن دوماً هناك يداً أجنبية في كل حركة تحصل في العالم العربي.

#ما رأيك بالموازنة التي يتم التعاطي فيها على أساس التقشف وهل هذا هو الحل الوحيد لانقاذ البلد؟

-الهدف من شد الحزام في لبنان هدف صحيح ومهم ويجب ان نصل اليه ولكن كيف نصل الى هذا الهدف؟

علينا وقف السرقات والهدر قبل ان نصل الى مرحلة حسم راتب الموظف لأننا بذلك نصل الى طرق باب ((الكي)). لماذا نصل الى ((الكي)) في الوقت الذي بإمكاننا معالجة الأمر بطريقة أخرى من خلال ضبط المشاعات وعمليات التهريب، لماذا نبدأ بالكي؟.

أتصور ان أصحاب النفوذ يجب ان يتنازلوا عن الهدر الذي يذهب اليهم قبل الدخول الى جيوب الناس. وبهذه الطريقة نحل المشكلة بشكل سريع وإلا فالوضع سيكون مختلفاً.

لبنان ليس عنده مشكلة، كل الحلول مقبولة. لا يوجد أي شركة كهرباء في العالم تخسر المال، إلا في لبنان شركة الكهرباء تخسر.

اعتقد ان الحل موجود ولسنا بحاجة لماكينزي، الحل هو سياسي فقط لا غير.

فاطمة فصاعي

 

الوسوم