بيروت | Clouds 28.7 c

تجار بازار طهران وأحمدي نجاد وراء احتجاجات ايران

تجار بازار طهران وأحمدي نجاد وراء احتجاجات ايران

ليس غريباً ان يكون تجار بازار طهران في مقدمة الذين يتظاهرون احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الجمهورية الاسلامية في ايران، خصوصاً بعد تراجع القيمة الشرائية للعملة الايرانية، إثر وصول سعر الدولار الواحد الى 90 ألف ريال قبل ان يتراجع الى 80 ألف ريال، لكنه سعر مضاعف عما كان عليه قبل إلغاء دونالد ترامب الاتفاق النووي مع ايران.. وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية.. والتوقف عن إعادة أموال ايران منذ أيام الشاه، خصوصاً من اميركا..

تجار بازار طهران هم من الفئة الأشد محافظة في المجتمع الايراني، وهم الذين كانوا العصب الأهم في إسقاط نظام شاه ايران ونصرة ثورة الامام الخميني صيف وخريف وشتاء 1978 ومطلع 1979.. وهم الذين كانوا يؤيدون بقوة نجاد في الانتخابات.

وتجار بازار طهران وقفوا بالضرورة والمصلحة مع مشروع احمدي نجاد، الذي استنـزف ميزانية ومالية الدولة خدمة لمشروعه السياسي ومكانته بين الفقراء، وتمكينهم من الشراء وكانوا يقصدون بازار طهران للشراء وتحريك العجلة الاقتصادية.

تجار بازار طهران كانوا سعداء بكل ما فعله احمدي نجاد وهو ينشىء اقتصاداً موازياً اعتماداً على الأموال التي أخذها من مالية الدولة، وخصوصاً انشاء مصارف خارج اطار المصارف الخاضعة لرقابة مصرف ايران المركزي.. وقد تجاوز نجاد كل حد حين انشأ ما يسمى صندوق القرض الحسن الذي يقدم القروض للمواطنين من دون توافر امكانية السداد كما تفعل المصارف الرسمية والخاصة.. ثم بلغ الأمر حد تحويل صندوق القرض الحسن الى مصارف تحت اسم ((بنك مؤسسي قرضاً حسناً مهر)) وكان يهدف من وراء هذا المصرف إدخال صندوق القرض الحسن في نظام الاقتصاد الرسمي.. خصوصاً بعد ان افتتح فرعاً له في كل شارع من شوارع المدن الايرانية، ما جعل مجموعة كبيرة من الناس مرتبطة بهذا التوجه الذي صنعه نجاد.

ونقصد بهذا الكلام ان الاحتجاجات التي خرجت بسبب سوء الوضع الاقتصادي انطلقت من هبوط قيمة العملة التي يحصلون عليها من مؤسسات نجاد، وقد باتت لا تشتري أكثر من ربع قيمة ما كانوا يشترونه بها سابقاً.

 

 

 

الوسوم