بيروت | Clouds 28.7 c

رحل الفنان الشامل صغير الحجم عن 74 عاماً

محمود الجندي فنان شامل تقريباً، فهو شاعرو ممثل ومطرب وراقص، خفيف الظل، عميق الاداء، وعلى الرغم من انه لعب مع الكبار في فيلم يحمل الاسم نفسه مع الفنان عادل امام وحسين فهمي، وكان هو محور الفيلم كعامل هاتف يقدم المعلومات لصديقه عادل، إلا ان محمود الجندي لم يستطع ان يحجز مقعداً له في صفوف الفنانين الكبار، والمقصود هنا انه لم يستطع ان يكون نجماً أولاً، لبطولة فيلم مثلاً.. حتى لو كان بطلاً مسرحياً بدأ في مسرح الطليعة وعلى خشبته اكتشفه المخرج حسن الامام فأعجب بأدائه وشكله وجاء به الى السينما.

وإنصافاً للفنان الراحل فإنه كان صاحب الدور الحاسم في فيلم ((الطوفان)) رغم وجود عدد كبير من الفنانين الكبار كأمينة رزق ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي وسمية الألفي وكمال ابو رية وعبلة كامل وشريف منير، فقد أدى دور مطرب شكل فرقة فنية وراح يلحن لها ويغني ويرتقي بمشاعره فاضحاً سلوك أشقائه وأزواجهم الذين وضعوا نقاطاً زادت عن المطلوب في دوائها، فماتت ولم تستطع ان تشهد ضد أولادها الطامعين باستعادة قطعة أرض باعها والدهم الراحل لعمهم ولا يريدون الاقتناع بهذا البيع.. لكن يوسف (محمود الجندي) هو الذي كشف الجريمة في المحكمة.

أدى محمود الجندي دوراً مهماً في فيلم ((يوم مر يوم حلو)) وأدى دور الأخرس الذي يتزوج من ابنة فاتن حمامة عبلة كامل ويختفي معها في مراحل صعبة.

محمود الجندي الفنان المثقف، كان يعطي انطباعاً في شكله بأنه صغير السن لكنه غادر وهو في الـ 74 من عمره من دون ان يقتنع أحد بأنه صغير السن.

محمود الجندي الولد الشقي كان اقتحم ميدان التلحين فلحن مقدمة المسلسل الشهير ((انا وانت وبابا في المشمش)) وكان حضوره التلفزيوني كبيراًَ مع الكبار محمود مرسي في ((ابو العلا البشري))، و((الشهد والدموع)) مع نخبة من كبار الممثلين.

بدأ محمود المقاتل في حرب الاستنزاف كضابط احتياط يكتب الشعر ويلقيه لزملائه على جبهة القتال، شعر غزل ووطنية ونقد.. أعجب الشاعر الكبير صلاح جاهين عندما شاهده على مسرح الطليعة بموهبته الشعرية.. فلما فاتحه محمود بأنه يريد التمثيل في السينما نصحه معلمه جاهين بألا يدخل هذا الميدان لأنه لن ينجح فيه. لكن اصرار محمود وموهبته جعلت جاهين يقدمه شخصياً الى صديقه المخرج الكبير يحيى العلمي.. ليكون محمود الجندي احدى علامات التلفزيون العربي في مسلسلات تركت بصمات في أذهان المشاهدين، خصوصاً تلك التي كان كاتبها العبقري أسامة انور عكاشة وبطلها الفذ محمود مرسي ومخرجها الكبير اسماعيل عبدالحافظ.

غاب محمود الجندي عن السينما وسيغيب هذا العام عن أي مسلسل رمضاني وكان آخر أعماله الرمضانية مسلسل ((رمضان كريم)) واحداً من أنجح مسلسلات رمضان الفائت.

الوسوم