بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ/ حلف حزب الله – القوات اللبنانية: لمقاومة الفساد؟ كتب حسن صبرا

حلف حزب الله – القوات اللبنانية: لمقاومة الفساد؟ كتب حسن صبرا

مجلة الشراع 5 نيسان 2019 العدد 1895

ليس معنى ان الصواب جانب البداية النيابية لحزب الله في مواجهة الفساد (كلمة النائب حسن فضل الله المستندة الى الابراء المستحيل لتيار عون في مجابهة فؤاد السنيورة المستنفر للعصبية السنية) ان يفقد الحزب الأمل في الاستمرار، او تصديق مزاعم البعض بأن الحزب تعمد هذا الفشل المرسوم كي يعود خطوة الى الوراء لأنه محرج من هذه المواجهة.

فالقضية هي مقاومة الفساد وهي أشرف معركة وطنية لتحرير الانسان اللبناني من اللصوص، بعد ان نجح حزب الله وحده في تحرير الأرض من الصهاينة.

والقضية هي أشمل قضية لإجماع اللبنانيين على خوضها حتى من جانب اللصوص وهم وقحون وعهار ولا يتوقفون عن الدعوة الى العفة ليل نهار.

ونحن نلاحظ ان قضية مواجهة الفساد باتت أمراً واقعاً محلياً ودولياً، سياسياً واقتصادياً وشعبياً، وهناك حفر في جبل في محاولة ايجاد ثغرة تنفذ منها الرغبات الشعبية الصادقة للوصول الى ضوء ولو ضئيل في هذه المعركة لضمان استمرارها وإلزام اللصوص بالتوقف عن حرفتهم، فالعهر ما عاد يطاق، واللصوص مستمرون في غيهم، وهم يخرجون الى الاعلام متحدين الجميع مخرجين ألسنتهم الى كل من يحاول التصدي لأعمالهم القذرة. موحدون من تحت الطاولة وفوق القانون، لا يمتنعون عن السرقة لا في الليل ولا في وضح النهار.. وكأن شيئاً لم يكن ودموع التماسيح تترى من أعينهم، وشبق الحيتان الى العب من المال الحرام هو سيرتهم الذاتية.

فما العمل؟

لم يعد حزب الله يملك التراجع عن هذه المعركة وقد أطلق الرصاصة الأولى لبدئها، ومطلقها هو أمين عام الحزب الذي ما اعتاد ان يتراجع في أي مواجهة طيلة العقود الأربعة السابقة تقريباً.. ومعظم مواجهاته كانت ناجحة، خصوصاً في مواجهة العدو الصهيوني.

نعم

هناك تشكيك من جانب كثيرين في نية الحزب والسيد لخوض هذه المعركة مستنداً الى ان ثمة ثغرات حقيقية في سلوكيات بعض قادة الحزب او ابنائهم او أشقائهم.. وهناك استحضار موسمي لهذه الثغرات، لا يستطيع المرء حياله إلا ان يردد انه كلام حق يراد به باطل.

ونرجو ان يتسع صدر المشككين في نية السيد نصرالله مقاومة الفساد لابداء الملاحظات التالية:

  1. 1-كلما بادر الحزب الى تصعيد مواجهته الصعبة ضد الفساد كلما استحضر البعض وقائع مضى عليها أكثر من عقد من الزمان طالت فعلاً قيادات في الحزب فسدت وأبرزها قضية الكبتاغون مثلاً.. فهل يقصد في هذا الاستحضار قطع الطريق على الحزب؟ وهل الاستحضار هو استفزاز للحزب، او هو اعلان بأن الحزب الذي خرج منه صناع الكبتاغون لم يعد في مقدوره الحديث عن مقاومة الفساد؟ وهل يعرف المشككون ان متهمين بالأمر اعتقلوا وحوكموا وأدخلوا السجون؟
  2. 2-لماذا لا تصدح منابر المشككين بأسماء لصوص آخرين معروفين في أحزاب وتيارات وحركات.. أفسدوا وما زالوا يفسدون، وسرقوا وما زالوا يسرقون، ولم يقترب منهم أحد.. والمشككون يعرفون أسماء من كان يقبض مئات آلاف الدولارات تسعيرات لعائلات قبضت من آباء مقابل ادخال أولاد أسلاكاً معروفة في البلد.. وما تحدثوا عن اسم واحد من هؤلاء المرتشين.
  3. 3-لماذا لا تطرح أسماء لصوص الكهرباء اسماً اسماً وجهة جهة وسمساراً سمساراً ومستفيداً اثر مستفيد والكهرباء تكلف اللبناني 2 مليار دولار سنوياً ومنذ نحو 15 عاماً أي ان مجموع ما سرق من جيوب اللبنانيين هو نحو 30 مليار دولار وهم يعيشون التقنين لعقد ونصف من الزمان، عدا ما أصاب البيئة أي صحة المواطنين أبناء وأمهات وجدات وآباء من أمراض خبيثة وغيرها.. نتيجة المولدات.. وماذا عن مافياتها واستغلالها عتمة اللبنانيين او الفوائد التي تجنيها تواطؤاً مع حالة البواخر ومنع انشاء معامل للكهرباء.

ومن الذي يمنع بناء معامل لانتاج الكهرباء؟

من الذي يرفض إعطاء آذان صاغية لتجارب مصر وغيرها في انتاج الكهرباء من شركة ((سيمنز)) الالمانية!

من الذي يصمم على الحصول على الكهرباء من البواخر التركية ولماذا؟

ومن الذي يرفض شراء بواخر مشابهة لتوفير المليارات على الدولة اللبنانية؟

ومن الذي يسخر من ادارة المناقصات في الدولة، ويحاول تجاوزها او التلاعب في القانون لمنعها من اداء دورها الفاعل؟

والأسئلة تترى.

لماذا لا تكشف أسماء المستفيدين مباشرة من الأزمة المفتعلة لمنع حل مشكلة النفايات.. مع الاصرار على بناء محارق لا تقضي على الزبالة.. بل تنقلها مع الهواء والماء الى صدور اللبنانيين لتقتلهم أمراض فتاكة وهم في منازلهم وشوارعهم ومكاتبهم ومدارسهم وسياراتهم.. وخلف المحارق سماسرة ومستفيدون ما كان همهم يوماً صحة أي انسان، فالمهم عندهم هو السرقة في شرائها واعتمادها كحل وحيد للزبالة.

انها عشرات الأسئلة عن مشاريع يسرق فيها اللصوص أموال اللبنانيين وفق عقود يوقعها وزراء يحميهم رؤساء ويدافع عنهم أغبياء سعداء بلحس المبرد حتى لو كان دمهم (مالهم) هو المسال.

عودة الى السؤال: ما العمل؟

ونحن نخاطب حزب الله وأمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بصفات عديدة حملها بفعل مكانته ودوره والآمال المعلقة عليه.. وواحدة من صفاته هي كفيل الجمهورية ومؤسساتها ومسؤوليها ووو..

يحتاج هؤلاء المسؤولون عن كل شأن من شؤون الحياة في لبنان الى مصارحة من السيد حسن نصرالله، مجتمعين او متفرقين.

يحتاج هؤلاء ان يستمعوا من السيد نصرالله ان الناس لم تعد تستطيع التحمل.. وهم يعلمون جيداً حال المواطنين والمؤسسات.. هنا افلاس، هنا هجرة، هنا بطالة، هنا جرائم قتل او جنح دعارة، هنا ارتكابات شاذة، هنا وقائع لم يعرفها لبنان سابقاً، هنا من يعرض ابناءه للبيع، او بناته للدعارة، او نفسه للعبودية.

وهناك فجور في السرقات وثروات ضخمة من الرشى، وبذخ وترف واستفزاز في مظاهر الغنى والفحش في الملذات والسيارات والقصور والشقق الفخمة.

هناك ألف من يرى فيه الناس عز بعد فاقة الأمير علاقة.. وهناك ألف من محدثي النعمة لم يهاجر أحدهم، لم يتاجر لم يرث من والده المعدم إلا الرسن وبات سائحاً في سردينيا، ومالكاً في ماربيا وفي باريس وصائداً في ملاهي لندن، وعاشقاً يومياً لفتيات في اوكرانيا ومستورداً لبعضهن من هنا او هناك، بعد كل هذا يأتي القرار بقول نصرالله للجميع: توقفوا عن السرقات اطردوا اللصوص من المعبد، حاسبوا جماعاتكم.. عودوا الى المؤسسات وأولها دائرة المناقصات فليتوقف الفساد فوراً الآن.

ويحتاج السيد حسن نصرالله ان يوسع دائرة مؤيديه في معركة الفساد.. ونحن نرى ان الأقرب الآن اليه في هذه المعركة هو سمير جعجع، ووزراؤه ونوابه.

انها دعوة جريئة للقاء بين الحزب والقوات عبر نواب، عبر وزراء عبر مبعوثين، عبر مختصين، داخل المؤسسات وخارجها، في الاعلام وفي الحصول على المعلومات، فليتعاون الحزب مع القوات.. ولتسقط كل التحفظات اليوم. ولتتحيد كل الحرمات الآن.. لأن البلد غارق في طوفان فساد لن يخرجه منه إلا المخلصون.. لن يخرجه منه إلا الخارج من كل حساب خاص سواء كان على المستوى المادي او الشخصي والمؤمن بالمبدأ والمهموم بشؤون الناس..

فلتكن هناك جبهة مشتركة بين حزب الله والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب اللبنانية برئاسة الشيخ سامي الجميل، والنائبة بولا يعقوبيان التي يبدو ان هناك حصاراً عليها لمنعها من كشف الفضائح.. وها هي الدعاوى القضائية وحملات التشهير الاعلامية الرخيصة تلاحقها لمنعها من الكلام..

جبهة بقيادة حزب الله والقوات والكتائب وبولا وكل نزيه صادق شفاف لمحاربة الفساد.. ولينسَ كل فريق عناوين الفريق الآخر السياسية او المبدئية وليلتقِ الجميع على تشكيل هذه المقاومة لمصلحة الانسان في لبنان. وليكن أول انجاز لها هو حرية الحصول على المعلومات ليتمكن الاعلام الحر من كشف الفضائح والصفقات التي تفوح روائحها ويكاد أصحابها المريبون يقولون خذوني.. لأن هؤلاء يختبئون خلف القضاء الذي يحاسب على النص ولا يحاسب على الروح، يحاسب النصوص التي نكتبها فضحاً للصوص ولا يحاسب على النفوس المعبأة بالجشع وشبق اللصوصية وكل مال حرام.

الوطن في خطر.. والمواطن أعاد ترتيب أولوياته.. وهي ليست الآن او هي ليست ملحة في مواجهة اسرائيل.. وليست ملحة في الشأن السوري هناك مع تحمل أعباء المهجرين السوريين هنا، وليست ملحة في نقاش سلاح حزب الله، وليست أولوية في صراع مسلم – مسيحي متخيل، او في صراع سني – شيعي تحوم فوقه مواجهات مفترضة بين ايران والسعودية.

انها في لقمة العيش وهي تسرق من الفقراء لحساب معروفين في كل وسيلة إلا عبر وسائل الاعلام.. أجهزة الأمن تعرف من هم اللصوص، الادارات كلها تعرف من هم الراشون والمرتشون، القضاء المكتوم يبلع الموسى كل يوم سواء بإرادته اذا كان مدعوماً ومحكوماً من زعيمه المذهبي، او في داخله الضعيف يخشى المحاسبة من زلم الزعيم ولا يخاف الله والقانون والقسم والضمير..

الفقراء يمثلون كل اللبنانيين من كل الطوائف وهم موزعو الولاء على زعماء مذاهبهم نعم.. انما هذه الكلمة الأخيرة للسيد حسن نصرالله: لقد حررت الأرض اللبنانية لكل اللبنانيين حتى لو كان هناك من يشكك في المسألة الايرانية او المسألة المذهبية فقد تحرر جزء كبير من لبنان بإرادتك من دون أي اعتبار مذهبي او طائفي.. هكذا كتب للحاضر والمستقبل وللتاريخ نفسه.. ولن يتحرر الانسان في لبنان من الفساد إلا بإصرار منك عليه.. ونحن والله والله والله نضن عليك بعبئك في مواجهة حلفائك من كل الجهات، نشفق عليك من مواجهة مع بعض منك في الحزب فسدة او مشاركين في الفساد او مسهلين له.. أعانك الله أعانك الله أعانك الله.

حسن صبرا

 

الى كل اللبنانيين

نداء الى كل اللبنانيين!! نناديكم على اختلاف توجهاتكم السياسية والحزبية للمطالبة باقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة من السياسيين الفاسدين. هذا القانون أصبح قضية وطنية عاجلة بعدما وصل لبنان الى حافة الافلاس وهو سيسمح برصد ثروات السياسيين في لبنان والخارج واستعادتها للخزينة اذا كانت فاسدة. هذا القانون نجح في عدد كبير من الدول التي استعادت ثرواتها واستخدمتها في إعادة بناء وطنها. هو ليس وهماً، هو كرامة شعب تم نهبه وأمل وطن صار منكوباً. فلنصرخ جميعاً نعم لاقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة!

بصوت واحد كل يوم على ((فايس بوك)) و((تويتر)) وفي الشارع وأينما كنا. لن يتم اقرار هذا القانون من مجلس النواب سوى تحت ضغط كبير. فلنقم بهذا الضغط اذاً. القانون في مجلس النواب ينتظرنا. الشعب مسؤول!

#حملة استعادة _ الأموال _ المنهوبة.

 

 

 

 

 

الوسوم